اليوم تحيي كندا ذكرى "لويس رييل"... فمن هو؟

تمّ صباح اليوم في مدينة تورنتو رفع علم شعب الميتيس في مناسبة اليوم الذي يُحيي ذكرى"لويس رييل" Louis Riel، وتكريماً لمساهمات رييل وشعب الميتيس الذي ينتي اليه بنمو كندا وازدهارها.

كذلك، أصدر رئيس الوزراء الكندي "جوستان ترودو" قبل قليل بياناً حيّا فيه ذكرى رييل كزعيمٍ شجاع لشعب الميتيس، وكسياسي، وكمؤسس لمقاطعة مانيتوبا.

ولمن لا يعرف "لويس رييل" والظروف التي جعلته شخصاُ بارزاً في التاريخ الكندي، هذه بعض المعلومات التاريخية:

وقّع العام الماضي في مثل هذا اليوم اتحاد شعب الميتيس والحكومة الفدرالية اتفاقاً يهدف الى تجديد العلاقات بين الطرفين بما يعزز المصالحة بينهما.

واعتبر حينها رئيس الاتحاد "دافيد شارتران" أن هذا الاتفاق أتاح للشعب الذي ينتمي اليه أن يشعر، ولأول مرة منذ 146 عاماً، أنه يشكل جزءاً من الكونفدرالية بعدما أُبعد لفترة طويلة وتمّ تجاهله كما جُرّد من حقوقه وصفاته الاجتماعية ومُنع من المشاركة في مناقشات تتعلّق بالحكم الذاتي، بحسب ما أورد شارتران.

وهدف الاتفاق المشترك بين الاتحاد ووزارة شؤون السكان الأصليين الكندية الى تسوية القضايا العالقة التي ذكرتها المحكمة العليا في كندا في قرارها الصادرعام 2013.

وكان جاء في حيثيات هذا القرار أن الحكومة الفدرالية في كندا لم تتنازل في شكل مشرّف عن امتيازات الأراضي التي كانت وعدت بها شعب الميتيس قبل أكثر من قرن مقابل أن يوقف الزعيم "لويس رييل" المقاومة المسلحة التي كان بقودها باسم هذا الشعب.

وتصادف اليوم 16 تشرين الثاني الذكرى 131 لإعدام رييل. وكان قام رئيس اتحاد شعب الميتيس "دافيد شارتران" بوضع الاتفاق المشار اليه والذي تمّ التوصّل اليه مع الحكومة الكندية على قبر رييل ليؤكد ان موته لم يذهب سدىً.

فمن هو إذاً "لويس رييل" Louis Riel؟

أُعدم رييل شنقاً عام 1885 في أعقاب محاكمة شهيرة قسمت الرأي العام الكندي بين من اعتبره رجلاً وطنياً ثائراً ومن صنّفه خائناً وقاتلاً. وكانت أسفرت المقاومة المسّلحة التي قادها لأعوام طويلة ضد مصادرة الحكومة الكندية لأراضي شعب الميتيس عن تأسيس مقاطعة مانيتوبا عام 1870.

ورييل هو من الخلاسيين الذين وُلدوا من التزاوج بين المستوطنين الاوروبيين في كيبيك والسكان الأصليين، وكان قد هاجر قسم من هؤلاء الخلاسيين في بدايات القرن التاسع عشر الى مانيتوبا هرباً من التمييز العنصري. ولم تكن مانيتوبا حينها ضمن نطاق سلطة الحكومة الكندية، فكانت أرضاً حرة غير مملوكة.

في ذلك الوقت، حصلت شركة خاصة على وعد بشراء مانيتوبا من ملك الإنكليز رغم أن الاخيرة لم تكن ضمن أملاك بريطانيا.

ثم قامت هذه الشركة ببيع الأراضي التي اشترتها إلى الحكومة الكندية.

في ضوء المستجدات، قاد رييل ثورة عنيفة ضد الحكومة الكندية بين عامي 1869 و1870 بغية المحافظة على تراث شعب الميستيس وحقّهم في الأرض التي كانوا يعيشون عليها.

وبعد عجزها عن إفشال ثورته، دعته الحكومة الكندية رييل إلى التفاوض فأقرّت بحق شعب الميتيس بمانيتوبا. كذلك رضيت بإجراء انتخابات فاز فيها رييل بتمثيل مانيتوبا في مجلس العموم الكندي.

لكن ما لبثت الحكومة الكندية أن تراجعت عن وعودها. وإثر انتخابه توجّه رييل إلى تورنتو لحضور جلسات البرلمان إلا أن الشرطة الكندية حاولت القبض عليه، فاضطر إلى الهرب في اتجاه الولايات المتحدة حيث عاش مدة 15 عاماً.

رغم وجوده في المنفى، انتخب شعب الميتيس رييل عضواً في البرلمان الكندي لثلاث مرات متتالية.

بعدها ارتفعت وتيرة مصادرة الحكومة الكندية لأراضي هذا الشعب فأعلن هؤلاء الثورة عام 1885 بقيادة رييل نفسه الذي تمكّن من التسلل الى كندا عائداً من منفاه.

ولكن، تمّ هذه المرة القبض عليه وإعدامه في الساحة العامة أمام البرلمان الذي انتُخب لعضويته مراراً.

(المصدر: إذاعة الشرق الأوسط عن أرشيف هيئة الإذاعة الكندية)

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • Allowed HTML tags: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • Lines and paragraphs break automatically.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

Restricted HTML

  • Allowed HTML tags: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • Lines and paragraphs break automatically.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

للحصول على آخر الأخبار في بريدك الإلكتروني