كشفت وثائق حديثة أن الحكومة الفدرالية الكندية أوقفت برنامجًا بقيمة 4 مليارات دولار لدعم الشركات الصغيرة في تحسين تقنياتها بسبب تخفيضات الميزانية، وليس بسبب نجاح البرنامج كما زعمت أوتاوا في ذلك الوقت.
أُعلن عن برنامج “تبني التكنولوجيا الرقمية في كندا” (CDAP) لأول مرة في موازنة عام 2021، وتم الترويج له كجزء رئيسي من جهود الحكومة لمساعدة الشركات على التعافي من جائحة كوفيد-19.
أُطلق البرنامج في العام التالي بمجموعة من خيارات التمويل المختلفة، بما في ذلك منح صغيرة بقيمة 2,400 دولار لإنشاء مواقع الويب؛ ومنح بقيمة 15 ألف دولار لتوظيف مستشارين رقميين لإنشاء خطط أعمال، وقروض بدون فائدة تصل إلى 100 ألف دولار لدعم ترقيات التكنولوجيا. وكان من المقرر أن يستمر البرنامج لمدة أربع سنوات.
في فبراير/شباط الماضي، أنهت الحكومة بشكل مفاجئ جزء المنح والقروض من البرنامج – الذي كان يشكل الجزء الأكبر من ميزانية برنامج “تبني التكنولوجيا الرقمية في كندا” – ونشرت إشعاراً على موقعها الإلكتروني يشير إلى أن البرنامج انتهى لأنه كان ناجحاً و”مكتمل الاشتراك”. ورغم ذلك، تستمر الحكومة في قبول الطلبات لمنح المواقع الصغيرة حتى 30 سبتمبر/أيلول.
اشارت الوثائق التي حصلت عليها الصحيفة بموجب قانون الوصول إلى المعلومات إلى أن التخفيضات الكبيرة في الميزانية هي السبب الحقيقي لإيقاف البرنامج، حيث جاء في مذكرة إحاطة لوزيرة الأعمال الصغيرة ريشي فالديس في 21 ديسمبر/كانون الأول 2023: “ستؤثر إجراءات خفض التكاليف هذه على الجداول الزمنية الأصلية للبرنامج وتوقعات التمويل، وقد نضطر إلى إغلاق قبول الطلبات في وقت أقرب من المتوقع”.
أكد مكتب الوزيرة فالديس أن تخفيض الميزانية كان جزءًا من جهود أوسع لخفض النفقات الحكومية. وقالت المتحدثة باسمها، كالي فرانسون، إن الميزانية المخصصة للمنح والخدمات الاستشارية خُفضت إلى 755 مليون دولار من 1.4 مليار دولار، كما خُفضت ميزانية القروض بدون فائدة إلى 494 مليون دولار من 2.6 مليار دولار.
أيضاً، دعم البرنامج التوظيف الشبابي، حيث تم صرف 3.6 مليون دولار كإعانات أجور لـ 2034 وظيفة قيد التنفيذ أو مكتملة حتى 31 مارس/آذار.
علق دان كيلي، رئيس اتحاد الأعمال المستقل الكندي، بأن تعقيد البرنامج وصعوبة التقديم له أدت إلى قلة التفاعل من أصحاب الأعمال، مما جعل الحكومة تلجأ إلى تخفيضات الميزانية بدلاً من الإفصاح عن إخفاقات البرنامج.
قال ديريك فرويس، مستشار تكنولوجيا المعلومات وصاحب شركة كوالا تكنولوجي في أبوتسفورد، إن الإلغاء المفاجئ للبرنامج كان ضاراً ومربكاً للشركات الصغيرة التي كانت تعتمد عليه. وأضاف: “الطريقة التي تعاملت بها الحكومة مع الانسحاب كانت غير مسؤولة وضارة ومريبة”.
من جهتها، أكدت الوزيرة فالديس أن البرنامج سيترك إرثاً مهماً لتلك الشركات التي استفادت منه، مشيرة إلى تأثيره الإيجابي على الشركات الصغيرة مثل شركة آيس كريم في البراري التي عززت وجودها عبر الإنترنت بفضل البرنامج.