حافظت حكومة فرانسوا لوغو في كيبيك على الغموض بشأن تقديراتها لفقدان الوظائف الناجم عن المرسوم الفدرالي الطارئ الذي يفرض إجراءات لحماية ثلاثة قطعان من حيوان الرنة المهدد في شارلفوا وفال دور وخزان بيبموكان.
وعليه دعت وزارة الموارد الطبيعية والغابات (MRNF) اليوم الجمعة وسائل الإعلام إلى إحاطة تهدف إلى شرح طريقة الحسابات المستخدمة للتوصل إلى فقدان ما لا يقل عن 2000 وظيفة، لكنها لم تكشف عن الصيغ الرياضية المستخدمة.
هذا وقال موظف حكومي للصحفيين الحاضرين انه تم تقديم النتائج فقط، مؤكداً أن تخفيض حجم الخشب الذي يتم إرساله إلى المصانع سيتراوح بين 1٪ و50٪.
علما أنه تم استخدام هذا التقدير، الذي لم يتم الكشف عن طريقة احتسابه، لحساب فقدان الوظائف باستخدام النموذج بين القطاعات، وهو نموذج إحصائي يستخدمه الاقتصاديون بشكل واسع.
من جانبها علقت نانسي جيليناس، عميدة كلية الغابات والجغرافيا والجيموماتيكس في جامعة لافال والمتخصصة في الاقتصاد الغابي، قائلة: “النموذج يعتمد على جودة البيانات المدخلة فيه”، مشيرة إلى أن اللجنة المستقلة حول حيوان الرنة الغابي والجبلية، التي ترأستها، أوصت الحكومة بإجراء تحليل أكثر تفصيلاً لكل منطقة لفهم التأثير الحقيقي لحماية هذه الكائنات، بدلاً من الاعتماد على “التقديرات السريعة”.
وأكدت جيليناس أن مثل هذا التحليل سيكون أساسًا لإعادة توازن التأثيرات، بحيث لا تتأثر بعض الجهات الفاعلة في الصناعة أكثر من غيرها.
طالب العمال في قطاع الغابات في كيبيك الحكومة بتبني رؤية متكاملة لإدارة الغابات، مشيرين إلى أن الإجراءات الحالية تستند إلى نموذج تقليدي يركز على قطع الأخشاب الأولية. دعا نيكولا لابيار، مساعد المدير الإقليمي لنقابة عمال المعادن في كيبيك، الحكومة إلى استغلال الفرصة لتحويل الصناعة والتركيز على التصنيع الثانوي والثالثي.
وقال أنه من الصعب تقييم دقة الأرقام التي قدمتها الحكومة، داعيًا إلى حوار بناء بدلاً من الإعلانات السياسية.
وأكد لابيار أنه “لا مفر من فقدان الوظائف”، مشددًا على الحاجة إلى تخطيط حكومي شامل بدلاً من النزاعات بين الحكومات الفدرالية والإقليمية.
حسب تقديرات رئيس الغابات في كيبيك، فإن حظر القطع في مناطق الحماية التي تدرسها أوتاوا سيؤدي إلى تقليل “الإمكانات الغابية”، أي حجم الخشب المتاح للصناعة، بما يقرب من 1.4 مليون متر مكعب، وهو ما يعادل انخفاضًا بنسبة 4.1٪. وأوضحت موظفة في وزارة الموارد الطبيعية والغابات أن هذا يعادل “28500 شاحنة من الخشب لن تصل إلى مصانع التحويل”، مما يؤدي إلى فقدان 1990 وظيفة مباشرة وغير مباشرة، منها أكثر من النصف في منطقة بيبموكان.
يبقى المستقبل غامضًا بالنسبة للعديد من العاملين في قطاع الغابات في كيبيك. ومع استمرار الجدل حول الإجراءات الفدرالية لحماية حيوان الرنة، يبدو أن الوضع يتطلب تفكيرًا أكثر شمولية وتخطيطًا حكوميًا متكاملاً لضمان حماية البيئة واستدامة الوظائف في نفس الوقت.