شهدت مديرية حماية الشباب في مونتريال ارتفاعًا مقلقًا في عدد البلاغات المقدمة هذا العام، ما يدل على اتجاه خطير بشأن سلامة الأطفال في المدينة. زاد عدد البلاغات من 19,727 في عام 2023 إلى 21,084 في عام 2024، وهو ما يمثل إرتفاع بنسبة 6.8٪، بحسب ما كشف التقرير السنوي الحادي والعشرين للمديرية.
البلاغات المتعلقة بالتعرض للعنف المنزلي، والتي تضاعفت في السنوات العشر الماضية، تمثل حوالي 20٪ من التقارير المقدمة، ما يشير إلى انتشار العنف المنزلي المُقلق في المدينة.
ويمكن تفسير هذه الزيادة بـ “انهيار النسيج الاجتماعي حول الأسر”، على ما أوضحت مديرة حماية الشباب في مركز جنوب جزيرة مونتريال، أسونتا غالو، في مؤتمر صحافي.
وللأسف، تفاقمت هذه التحديات بسبب نقص حاد في موظفي المديرية، بحيث تحتاج إلى 36 عاملًا من أصل 101. الأمر الذي يُمثل مشكلة أوسع في جميع أنحاء كيبيك، ويُعوّق قدرة المديرية على حماية الأطفال بشكل فعال.
ولمواجهة هذه الزيادات المُقلقة في البلاغات والنقص في الموظفين، يكمن الحل في اتخاذ إجراءات فورية تعمد على زيادة الموارد المخصصة لمديرية حماية الشباب، كتأمين التمويل اللازم لتوظيف المزيد من الأشخاص وتوفير التدريب المناسب لهم لضمان قدرتهم على التعامل بكفاءة مع عبء العمل المُتزايد.
بالإضافة إلى تعزيز برامج منع العنف المنزلي إذ يترتب على الحكومة والمجتمع المدني العمل معًا لزيادة التوعية حول هذا الموضوع وتقديم الدعم للضحايا، مع التركيز على برامج الوقاية المُستهدفة لمنع حدوث العنف في المقام الأول.
ولا ننسى أهمية دعم العائلات المُحتاجة وتوفير المزيد من الموارد والخدمات، بما في ذلك المساعدة في مجال الرعاية الصحية والنفسية.
إن سلامة الأطفال هي مسؤولية المجتمع بجميع قطاعاته إذ أنه معني في العمل لمعالجة هذه القضايا المُلحّة. من خلال زيادة الدعم لمديرية حماية الشباب وتعزيز الجهود لمنع العنف المنزلي، يمكننا العمل على ضمان حصول جميع الأطفال في مونتريال على بيئة آمنة وداعمة.