في صيف هذا العام، شهدت منطقة مونتريال القديمة تدفقًا كبيرًا من السياح من مختلف أنحاء العالم. الشوارع المرصوفة بالحصى والمباني التاريخية كانت تعج بالزوار الذين جاؤوا للاستمتاع بجمال هذه المنطقة العريقة واستكشاف معالمها السياحية الشهيرة. ورغم هذا التوافد الكبير، إلا أن البيانات تشير إلى أن إنفاق السياح كان محدودًا مقارنةً بالسنوات السابقة.

بحسب تقارير منظمات السياحة المحلية، فإن مونتريال القديمة استقطبت هذا الصيف أعدادًا قياسية من السياح. الشوارع والأزقة كانت مليئة بالحركة والنشاط، مما أعطى دفعة معنوية كبيرة للمتاجر والمطاعم المحلية التي عانت في فترة الجائحة.

وعلى الرغم من الزيادة الكبيرة في أعداد السياح، إلا أن التجار لاحظوا أن إنفاق هؤلاء الزوار لم يكن عند المستويات المتوقعة. أشار البعض إلى أن السياح كانوا يميلون أكثر إلى الاستمتاع بجولات المشي والتقاط الصور بدلاً من الإنفاق في المتاجر والمطاعم.

أوضحت ماريان دوبوا، مديرة أحد المطاعم الشهيرة في المنطقة: “نشهد الكثير من الزيارات ولكن ليس بنفس القدر من الإنفاق. الكثيرون يكتفون بشراء المشروبات أو الوجبات الخفيفة بدلاً من العشاء الكامل. يبدو أن السياح يتوخون الحذر في إنفاقهم.”

تشير التحليلات إلى عدة أسباب وراء هذا الإنفاق المحدود. أولاً، يعاني العالم من ارتفاع تكاليف المعيشة والتضخم، مما يجعل السياح أكثر حرصًا على أموالهم. ثانيًا، يبدو أن هناك تغيرًا في نمط السياحة، حيث يميل الناس إلى تجربة الأنشطة المجانية أو المنخفضة التكلفة.

رغم هذه التحديات، تبقى مونتريال القديمة وجهة سياحية مفضلة للكثيرين. يأمل التجار وأصحاب الأعمال في أن يعود الإنفاق إلى مستوياته السابقة مع تحسن الأوضاع الاقتصادية العالمية وزيادة الثقة لدى المستهلكين.

تؤكد سوزان لامبرت، مسؤولة في مكتب الاستقبال السياحي في مدينة مونتريال: “نحن نعمل على تطوير برامج وعروض جديدة لجذب السياح وتحفيزهم على الإنفاق. نريد أن نقدم تجارب فريدة تجعل الزوار يرغبون في الاستثمار في زيارتهم لمونتريال القديمة.”
بينما تظل مونتريال القديمة وجهة محببة للزوار، يبقى التحدي الأكبر هو تشجيع هؤلاء السياح على زيادة إنفاقهم لدعم الاقتصاد المحلي. ومع التخطيط الجيد والابتكار، يمكن أن تعود هذه المنطقة التاريخية إلى ازدهارها الكامل.