الصليب الأحمر يُحلّل وحدات الدم بعد تلوثها بفيروس السيدا - 4 تشرين الثاني 1985

مع حلول عام 1985، أُعلنت إصابة خمسة كنديين بمرض الأيدز بعدما كانوا خضعوا لعمليات نقل دم ملوث، اُضيفت اليها حينها مئات حالات العدوى التي لم تُشخّص.

لكن مع تطوير تحليل مخبري يرصد الجسيمات المضادة للفيروس، قرر الصليب الأحمر الكندي استخدامه لتحليل كل وحدات الدم التي تم التبرّع بها بدءاً من 4 تشرين الثاني.

لكنه لم يستطع أن يحدد عدد المرضى الذين تلقوا دماً ملوثاً فاُصيبوا بمرض فقدان المناعة المكتسبة قبل بدء تطبيق الاختبار.

هل تعلم؟

لم يتمكن الاختبار من تحديد وجود الفيروس الذي يتسبب بمرض الأيدز، إنما رَصَدَ الأجسام المضادة أي الخلايا التي يولّدها الجسم البشري لمحاربة فيروس HIV. هذه الطريقة لتشخيص المرض لا زالت تُستخدم في ايامنا هذه.

عند رصد الأجسام المضادة لدى أحدهم، يقال ان نتيجة التحليل جاءت إيجابية أي أنه يحمل الفيروس من دون أن يكون قد أصيب بمرض الأيدز، الذي يمكن أن يتطور في السنوات التالية للتشخيص، علماً أن حامل فيروس HIV يمكنه نقل العدوى في الفترة الأولى من الاصابة.

تم ترخيص الاختبار في الولايات المتحدة في اذار 1985، وبعد ثلاثة اسابيع بدأ إجراء الفحص على عينات من وحدات دم تمّ التبرع بها. وفي منتصف ايار 1985، كانت استراليا قد اجرت فحوصاً على كافة وحدات الدم لديها.

في كندا، لم يضع الصليب الأحمر خطة مفصلة لاعتماد الإختبار حتى ايار 1985، رغم علمه بتطوير الاختبار منذ آب 1984.

عدة اسباب تكمن وراء هذا التأخير، فقد استغرقت الجمعية الكندية للدم شهرين لمراجعة الميزانية اللازمة لاجراء هذه الإختبارات ولم يتم الموافقة عليها حتى الأول من آب 1985، أضف أنه لم يتمكن الصليب الأحمر من الحصول على تمويل للحالات الطارئة واستعان بمدخراته.

أكد عالم الأوبئة في تورونتو "روبيرت س. ريميس" أنه كان بالإمكان تفادي 133 إصابة بالفيروس لو أنه تمّ البدء بإجراء التحاليل في اذار 1985 بدلاً من تشرين الثاني من العام نفسه.

تراوح فترة حضانة الفيروس بين سنتين والخمس سنوات، ما يعني أنه كان بإمكان أي مصاب التبرّع عدة مرات بالدم من دون أن يتمّ اكتشاف الفيروس في الدم المنقول.

في آذار 1983، أصدر الصليب الأحمر الكندي بياناً صحافياً طلب فيه من الأفراد الذين يحتمل إصابتهم بالفيروس عدم التبرع بالدم. وأورد على سبيل المثال، مثليي الجنس من الرجال، المهاجرين الوافدين حديثاً من هايتي ومن يتعاطون المخدرات عبر الحقن. اعترض الهايتيون والجمعيات الداعمة للمثليين على هذا التصنيف لما فيه من تمييز وتعصب.

بين نهاية 1970 وبداية 1980، تم تشخيص نحو 2000 إصابة في كندا من جراء تعرّض المصابين لأدوات طبية ملوثة. إثر هذه الفضيحة، تم حصر جميع عمليات نقل الدم بالجمعية الكندية للدم هيما - كيبيك.

- عام 2002، اتهمت الشرطة الفدرالية الصليب الأحمر بفضيحة نقل الدم الملوث، وتضمنت التهم الإهمال الجنائي والتسبب ببلبلة من جراء تعريض حياة المواطنين للخطر. وفي 30 ايار 2005، أقرّ الصليب الأحمر بذنب مخفّف ألا وهو إنتهاك قوانين منظمة الغذاء والأدوية عبر توزيع منتج ملوث. فجاءت قيمة الغرامة 5,000 دولار فقط وهي العقوبة القصوى التي ينطوي عليها هذا القانون.

(المصدر: أرشيف هيئة الاذاعة الكندية)

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • Allowed HTML tags: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • Lines and paragraphs break automatically.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

Restricted HTML

  • Allowed HTML tags: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • Lines and paragraphs break automatically.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

للحصول على آخر الأخبار في بريدك الإلكتروني