لم يعد الطقس السيئ ظاهرة نادرة في كندا. فوفقًا لدراسة استقصائية أُجريت مؤخرًا، يقول واحد من كل ثلاثة كنديين إنهم تعرضوا شخصيًا لأحداث مناخية قاسية في السنوات الأخيرة. وتثير هذه النتيجة أسئلة هامة حول تزايد تواتر الكوارث المرتبطة بالمناخ، وتأثيرها على المجتمعات، وكيفية استعداد الكنديين لهذه التحديات المتزايدة.
كشفت دراسة استقصائية جديدة أن المزيد من الكنديين يشعرون بالآثار المباشرة للظواهر الجوية القاسية.
تشير نتائج استطلاع حديث أجرته شركة ليجيه إلى أن أكثر من واحد من كل ثلاثة كنديين قد تأثروا بشكل مباشر بالظواهر الجوية القاسية مثل حرائق الغابات أو موجات الحر أو الفيضانات أو الأعاصير.
يأتي الاستطلاع الأخير، الذي تم إجراؤه عبر الإنترنت في الفترة ما بين 16 و18 أغسطس/آب، في منتصف موسم حرائق غابات آخر فوق المتوسط، والذي تم خلاله محاصرة متنزه جاسبر الوطني في ألبرتا الذي دُمر جزئيًا. وفي الوقت نفسه، يشهد سكان أكبر مدينة في البلاد أكثر فصول الصيف رطوبة على الإطلاق.
في منتصف شهر يوليو/تموز، تسببت عاصفة مطرية كبيرة في حدوث فيضانات مفاجئة وأضرار مؤمّن عليها بقيمة مليار دولار تقريبًا، بينما هطلت أمطار قياسية أخرى في نهاية الأسبوع الماضي أدت إلى هطول أمطار أكثر من شهر على تورنتو في غضون ساعات قليلة.
كما تعرضت أجزاء من كندا الأطلسية لفيضانات في شهر يوليو/تموز، بسبب بقايا إعصار بيريل. وشهدت كيبيك بدورها فيضانات عندما مرت بقايا إعصار ديبي قبل أسبوعين.
كما ضربت موجة الحر أيضًا أجزاء كبيرة من بريتش كولومبيا و ألبرتا في شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز، وزاد الجفاف في هاتين المقاطعتين من خطر الحرائق بشكل كبير.
ارتفع عدد الأشخاص الذين قالوا إنهم تأثروا بالظروف المناخية القاسية بشكل ملحوظ في جميع المقاطعات، باستثناء مانيتوبا و ساسكاتشوان، حيث ظلت النسبة مستقرة عند 21%.
شهدت ألبرتا أكبر زيادة، حيث قال 43% من المستجيبين في تلك المقاطعة إنهم شعروا بآثار الطقس القاسي في استطلاع هذا العام، مقارنة بـ 22% في استطلاع 2023.
في كيبيك، ارتفعت النسبة في كيبيك من 25% إلى 41%، بينما ارتفعت في أونتاريو بنسبة 13 نقطة مئوية إلى 31%.
قال ما يقرب من نصف الذين شملهم الاستطلاع في كندا الأطلسية إنهم تأثروا بالطقس القاسي، مقارنة بأقل من الثلث قبل عام.
إن الاستطلاع الحديث الذي يفيد بأن واحدًا من كل ثلاثة كنديين قد عانى شخصيًا من الظواهر الجوية القاسية يسلط الضوء على التحديات المناخية المتزايدة التي تواجه كندا. ومن الضروري تعزيز السياسات العامة واستراتيجيات التأهب والجهود المجتمعية للتخفيف من آثار هذه الظواهر المناخية المتطرفة وحماية الكنديين من المخاطر المتزايدة المرتبطة بتغير المناخ. تُعد البيانات المستقاة من هذا الاستطلاع بمثابة تذكير عاجل بالحاجة إلى اتخاذ إجراءات متضافرة لبناء القدرة على التكيف مع المناخ وضمان سلامة السكان في مواجهة مستقبل يتزايد فيه الغموض.