بضع ساعات أخرى من العمل قبل نهاية الدورة البرلمانية في الجمعية الوطنية في كيبيك، وكما هو الحال دائما، كل شيء يسير على ما يرام. تم تبني مشاريع القوانين في الدقيقة قبل الأخيرة (خاصة مشروع القانون ضد إخلاء المستأجرين)، وتم تقديم مشاريع قوانين أخرى في اللحظة الأخيرة (مثل مشروع القانون المهم للغاية الذي قدمه الوزير بيير فيتزجيبون بشأن موارد الطاقة).
مع اقتراب موعد اختتام الدورة البرلمانية في كيبيك، تسود حالة من الترقب حذرة حول ملف الهجرة، الذي طالما شكل مصدرًا للتوتر والانقسامات على الساحة السياسية.
وكان شهد عام 2022 تعيين كريستين فريشيت وزيرة للهجرة والفرنسية والتكامل، ممّا أدى إلى تبني الحكومة خطابًا أكثر واقعية حول قضايا الهجرة.
تركز الحكومة في الوقت الحالي على الهجرة المؤقتة وتشير إلى مسؤولية الحكومة الفدرالية في معالجة العديد من المشكلات الاجتماعية المرتبطة بوصول الوافدين الجدد.
وتُشدد الحكومة على التحديات التي تواجهها كيبيك، مثل تراجع اللغة الفرنسية ونقص أماكن رعاية الأطفال والمعلمين والإسكان، بالإضافة إلى أزمة التشرد، وتُحمل أوتاوا مسؤولية معالجتها.
يُحذر خبراء من مخاطر استخدام الحجج التي تربط بين الهجرة والتحديات الاجتماعية، ممّا قد يُفضي إلى تعميمات خاطئة وتصاعد الخطاب المعادي للهجرة.
فالمهاجرون، على غرار باقي أفراد المجتمع، يُساهمون بشكل كبير في الاقتصاد والمجتمع في كيبيك، ويجب التأكيد على ذلك.
في نهاية عام 2023، تواجد على الأراضي الكيبيكية 177 ألف طالب لجوء و 124 ألف طالب دولي و 234 ألف عامل مؤقت.
وبينما لا يحتاج العمال المؤقتون والطلاب الدوليون إلى نفس مستوى الدعم الحكومي الذي يتطلبه طالبو اللجوء، إلا أن هؤلاء الأخيرين يواجهون احتياجات ملحة تشمل دروس اللغة الفرنسية والإسكان وتصاريح العمل.
تُشير الاتفاقيات الدولية إلى التزامات كندا بقبول طالبي اللجوء، الذين يصلون غالبًا في ظروف صعبة ويحتاجون إلى دعم كبير.
ومع ذلك، تُواجه عملية اللجوء تعقيدات إدارية وطولًا زمنيًا، ممّا يُفاقم صعوبة وضعهم.
ماذا تنتظر كيبيك من الحكومة الفدرالية؟
تُطالب حكومة كيبيك الحكومة الفدرالية باتخاذ خطوات ملموسة للسيطرة على تدفق طالبي اللجوء، سواء من خلال فرض تأشيرات دخول أو مكافحة شبكات المهربين.
كما تُشدد كيبيك على ضرورة تحمل الحكومة الفدرالية لتكاليف استقبال عدد كبير من طالبي اللجوء، من دون تأخير تعويضات المقاطعات.
يُرتقب عقد لقاء قريب بين رئيس وزراء كيبيك، فرانسوا لوغو، ورئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، لمناقشة ملف الهجرة.
وتُعلق كيبيك آمالًا كبيرة على هذا اللقاء، وتتوقع من ترودو تقديم خطط ملموسة ودعمًا ماليًا كافياً لمساعدتها في إدارة ملف الهجرة الشائك.
يُحذر مراقبون من أنّ عدم استجابة الحكومة الفدرالية لتوقعات كيبيك قد يُؤدي إلى تفاقم الانتقادات والانقسامات حول ملف الهجرة، ممّا يُهدد بتعقيد المشهد السياسي في البلاد.
يُمثل ملف الهجرة تحديًا هامًا لكيبيك وكندا على حدٍ سواء، ويتطلب حلولاً حاسمة تُراعي مختلف جوانبه، من الالتزامات الدولية إلى التحديات الاجتماعية والاقتصادية.
ويُشكل اللقاء المرتقب بين لوغو وترودو فرصة مهمة لتحقيق تقدم ملموس في هذا الملف، وتجنب تفاقم التوترات والانقسامات.