انفجر أنبوب مياه رئيسي في وسط مدينة مونتريال، يوم الجمعة الماضي، ما أدى إلى فيضان واسع النطاق في الجزء الشرقي من المدينة. الغريب في الأمر أن هذا الأنبوب كان قد تم تقييمه على أنه في “حالة ممتازة” وفقاً لتقييمات البلدية، ما يثير القلق حول سلامة مئات الكيلومترات من الأنابيب المشابهة في جميع أنحاء المدينة.

وكانت، بعد الفيضانات الكبيرة الناجمة عن انفجار الأنبوب المذكور، طلبت 16 أسرة مساعدة الصليب الأحمر، بحسب ما أعلنت رئيسة بلدية مونتريال، فاليري بلانت، التي قالت إنها “تشعر بالارتياح لأن الوضع كان يمكن أن يكون أسوأ بكثير”، وأن الأنبوب كان تحت المراقبة.

من جهتها، كشفت شانتال موريسيت، مديرة دائرة المياه في بلدية مونتريال، في مؤتمر صحافي يوم أمس الاثنين، أن أنبوب المياه الذي انفجر بشكل كبير يوم الجمعة في وسط مدينة مونتريال كان “تحت المراقبة” بسبب تدهوره وكان من المقرر فحصه في الأشهر المقبلة.

ورفضت موريسيت الإجابة عن سؤال حول ما إذا كانت البنية التحتية تعتبر في حالة “جيدة” أو “سيئة” أو “سيئة للغاية” وفقًا لجدول تقييم فرقها. وقالت: “كل ما يمكنني قوله هو أنه إذا تم اعتبارها حرجة لدرجة إغلاقها، لتم ذلك”. وكان آخر فحص للأنبوب المعني في عامي 2017 و2018.

وأفادت تحقيقات صحيفة “لا برس” أن الأنبوب، الذي يبلغ قطره 84 بوصة ويمر تحت بولفار رينيه-ليفيك بين شارع دو لوريميه وشارع نوتردام، كان مصنفاً بدرجة “A”، وهي أعلى درجة تقييم، وذلك وفقًا لتقرير صادر في أغسطس/آب 2023 استند إلى فحص أُجري في عام 2018. ومع ذلك، فإن البلدية رفضت الكشف عن تفاصيل تقييم البنية التحتية للأنبوب، رغم الضغوط الإعلامية والأسئلة من المعارضة.

وقالت شانتال موريسيت، مديرة خدمة المياه في مونتريال، في مؤتمر صحفي برفقة رئيسة البلدية فاليري بلانت، إن الأنبوب كان “تحت المراقبة” وكان من المقرر فحصه مجددًا هذا الخريف، مضيفة أنه لو كان الأنبوب في حالة حرجة تستدعي إيقافه، لتم اتخاذ الإجراءات اللازمة. وأكدت أن 90% من شبكة المياه في المدينة بحالة جيدة.

لكن انفجار هذا الأنبوب، الذي يشارك هيكله الفولاذي القابل للتآكل مع 150 كيلومترًا أخرى من الأنابيب في المدينة، أثار القلق. وقد شاهد المسؤولون والصحافيون علامات التآكل على الموقع، ما يبرز هشاشة هذا النوع من الأنابيب.

من جانبها، قالت مايا فودانوفيتش، المسؤولة عن ملف المياه في اللجنة التنفيذية، إن تقييم “A” قد يخفي بعض نقاط الضعف، مؤكدة أن هذه الأنابيب معروفة بكونها أكثر هشاشة.

وأثار رئيس المعارضة، عارف سالم، تساؤلات حول كيفية انفجار أنبوب كان في حالة جيدة وفقاً للتقييم السابق، مطالباً بتسريع وتيرة الفحوصات للأنابيب الأخرى.

وأشارت بلانت إلى أن عملية إصلاح الأنبوب ستكون معقدة ولن تبدأ قبل عدة أسابيع، وفي الوقت الحالي سيتم تنفيذ أعمال مؤقتة لفتح الطريق أمام حركة المرور.

في سياق متصل، دافعت رئيسة بلدية مونتريال فاليري بلانت عن استجابة إدارتها للفيضانات التي سببها بقايا العاصفة “ديبي”، بعد انتقادات حادة من رئيس بلدية بيارفون-روكسبورو، جيم بيس، الذي وصف استجابة المدينة بأنها “فاشلة تمامًا”. وأكدت بلانت أن فرق الإطفاء استجابت بسرعة وتم تفريغ المياه من مئات الأقبية. واشتكى بعض المتضررين من الفيضانات في وقت لاحق خلال اجتماع المجلس البلدي، معبرين عن خسائرهم الكبيرة ومتسائلين عن الدعم الذي ستقدمه لهم البلدية، حيث ذكر أحد المتضررين أن خسائره بلغت 300 ألف دولار. وردت فودانوفيتش بأنهم قد يكونون مؤهلين للحصول على دعم من برنامج “رينو بلكس” البلدي، الذي يقدم منحًا لتجديد المنازل وحمايتها من الفيضانات في المستقبل.