في الوقت الذي تقترب فيه الانتخابات الفدرالية في كندا، تسعى الأحزاب المختلفة إلى تقديم زعيم حزب المحافظين، بيار بوالييفر، بطرق تتناسب مع مصالحها الانتخابية وتوجهاتها الاستراتيجية. يبرز الصراع بين الحزبين الديمقراطي الجديد (NDP) والحزب المحافظ بشكل خاص، حيث يتبنى كل منهما استراتيجية مختلفة لتسليط الضوء على شخصية بوالييفر وأجندته السياسية.
الإعلانات المتباينة
أطلق الحزب الديمقراطي الجديد، بزعامة جاغميت سينغ، إعلاناً تلفزيونياً يهدف إلى تصوير بوالييفر كـ “سياسي محترف” بعيد عن اهتمامات العمال. يظهر الإعلان قادة نقابيين ينتقدون بوالييفر، مشيرين إلى أنه لم يكن يوماً عاملاً ولم يدعم قضايا العمال. يتضمن الإعلان مشاهد لسينغ وهو يشارك في احتجاجات لدعم حقوق العمال، ما يبرز التباين بينه وبين بوالييفر.
في المقابل، ردّ الحزب المحافظ بإعلان يركز على تقديم بوالييفر كمنقذ اقتصادي. يعرض الإعلان مشاهد لبوالييفر في حقل عند شروق الشمس، مروجاً لوعده بتحسين الأجور وظروف المعيشة، وإمكانية تمكين العمال من شراء الغذاء والمساكن بأسعار معقولة. يتزامن هذا الإعلان مع حملة إذاعية ينتقد فيها المحافظون جاغميت سينغ، موجهين اللوم إلى سياسات الحكومة الليبرالية في زيادة الجرائم ونقص المساكن والطوابير أمام البنوك الغذائية.
الهجمات السياسية وتباين الآراء
في سياق متصل، تصاعدت حدة الانتقادات ضد بوالييفر من قبل ماغالي بيكار، رئيسة اتحاد العمال والعاملات في كيبيك (FTQ). خلال مقابلة معها، وصفت بيكار أسلوب بوالييفر السياسي بالبلهواني والمسيء، معبرة عن قلقها العميق من أن يحصل على أصوات الناخبين في الانتخابات المقبلة. انتقدت بيكار طريقة تعامل بوالييفر مع الصحافيين وزعماء الأحزاب الأخرى، مشيرة إلى أن هجومه على جاغميت سينغ لا يتماشى مع معايير الاحترام السياسي.
بيكار أيضًا عبرت عن مخاوفها من أن تؤدي هذه التصرفات إلى تدهور الساحة السياسية في كندا، وتحذيرها من تزايد التأثيرات السياسية التي تشبه نموذج حقبة ترامب.
تحقيق في الشخصية
من جهة أخرى، تسلط التقارير الضوء على شخصية بيار بوالييفر من خلال استكشاف ماضيه في كالغاري. يشير التحقيق إلى أن شهرة بوالييفر في مسقط رأسه ليست كما يتوقع البعض، حيث غادر كالغاري منذ أكثر من 20 عامًا للانخراط في السياسة في أوتاوا. التقطت التحقيقات تفاصيل عن خلفيته المتواضعة، بما في ذلك تخرجه من مدرسة ثانوية عامة في كالغاري، مقابل التعليم المرموق لرئيس الوزراء جوستان ترودو.
بوالييفر، الذي يُعرف بشخصيته الطموحة وأسلوبه السياسي الناري، يختلف عن ترودو في الكثير من جوانب شخصيته وأسلوبه، إلا أن بعض المراقبين ما زالوا يشككون في مدى وضوح هويته الحقيقية خلف مظهره السياسي.
في ظل هذه الحملات الانتخابية المتباينة والانتقادات الحادة، يبرز السؤال الرئيس: هل سيتمكن بيار بوالييفر من توضيح هويته الحقيقية للناخبين الكنديين في مواكبة للارتفاع الكبير في شعبيته؟