مع استمرار التزايد في حالات استغلال الأطفال عبر الإنترنت التي بدأت بالتصاعد خلال جائحة كوفيد-19، تواجه كندا تحديًا غير مسبوق في مواجهة هذا الوباء الرقمي. وفقًا لأحدث البيانات التي حصلت عليها صحيفة لا برس، تلقت الشرطة الفدرالية عددًا قياسيًا من التقارير في العام الماضي بشأن قضايا الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت. تعمل فرق المركز الوطني لتنسيق مكافحة استغلال الأطفال تحت ضغط هائل لمعالجة هذا الكم الهائل من الحالات.
تقول روبرتا سينكلير، مديرة السياسات الاستراتيجية والبحوث في المركز: “لقد شهدنا ارتفاعًا مستمرًا في عدد البلاغات. مقارنةً بالأرقام قبل عشر سنوات، فإن الوضع لم يتوقف عن التفاقم”. بين أبريل/نيسان 2023 ومارس/اذار 2024، تلقى المركز 118,162 بلاغًا يتعلق بقضايا مثل الابتزاز الجنسي، والاستدراج عبر الإنترنت، ونشر المواد الإباحية للأطفال. وهذا يشكل زيادة بنسبة 15% عن العام السابق.
لقد أدى الاعتماد المتزايد على الشاشات خلال فترة الجائحة، حيث كان الشباب مرتبطين بشدة بالعالم الافتراضي، إلى تضخيم هذه المشكلة بشكل غير مسبوق. والآن، مع استمرار الأطفال والمراهقين في قضاء وقت طويل على الإنترنت، خاصة على منصات الألعاب ووسائل التواصل الاجتماعي مثل Twitch وTelegram، يحذر الخبراء من استمرار هذا الاتجاه المخيف.
يواجه المحققون في المركز الوطني لتنسيق مكافحة استغلال الأطفال تحديات كبيرة بسبب نقص الموارد، ما يزيد من الضغط عليهم ويحد من قدرتهم على التعامل مع كل حالة بالشكل المطلوب. ومع ذلك، فإن هؤلاء المحققين مصممون على الاستمرار في عملهم رغم الصعوبات، بحيث تمكنوا من تحديد 568 ضحية جديدة في كندا خلال الفترة الماضية.
التطور المستمر لأساليب المجرمين يزيد من تعقيد الأمور. يشير العريف ستيفن لودلو، الذي عمل ضمن الفريق، إلى أن المجرمين يتطورون باستمرار، سواء من خلال استخدام أدوات جديدة أو تحسين مهاراتهم.
إن العمل في المركز الوطني لتنسيق مكافحة استغلال الأطفال ليس سهلاً، حيث يتعرض المحققون بشكل يومي لمشاهد مؤلمة وصور وفيديوهات مروعة. ورغم الجهود المبذولة للتخفيف من هذه التأثيرات النفسية، يبقى العبء كبيرًا. تقول روبرتا سينكلير: “نعلم أنه إذا لم نستمر في عملنا، فإن الأطفال سيظلون يعانون من الاستغلال الجنسي”.