أعلنت جمعية أمراض السرطان الكندية اليوم الأربعاء عن منح بحثية جديدة تهدف إلى الحد من مخاطر الإصابة والوقاية من السرطان الذي قد ينشأ في أماكن العمل.
يهدف برنامج “منح أبحاث السرطان المرتبطة بأماكن العمل: الوقاية من السرطانات المهنية” إلى تمويل سبعة مشاريع بحثية واعدة، من بينها ثلاثة في كيبيك، بهدف تقليل احتمالية ظهور السرطان الناتج عن عوامل مختلفة مرتبطة بالعمل.
أوضحت سابرينا جرافيل، الباحثة في معهد روبرت سافي لأبحاث الصحة والسلامة في العمل، التي ستدرس كيفية تقليل التعرض للمواد المسرطنة للعاملين في مجال طب الأسنان، أن “الصحة والسلامة المهنية للعاملين في مجال طب الأسنان قد تم تجاهلها إلى حد ما تاريخياً. يتعرض العاملون في هذا المجال للعديد من المواد التي تُعتبر مسببة للسرطان”.
وأضافت جرافيل: “طب الأسنان هو أيضاً مجال يتطور باستمرار، مما يجلب معه مواد مسرطنة جديدة إلى أماكن العمل مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد والتقنيات النانوية.”
وأشارت جرافيل إلى أن البيانات المتاحة حالياً تشير إلى احتمال وجود زيادة في معدلات بعض أنواع السرطان في مجال طب الأسنان، مؤكدة أن غالبية العاملين في هذا المجال هن من النساء. وتعتقد أن هذا هو السبب الذي جذب انتباه الجمعية الكندية للسرطان، التي تهدف إلى التركيز على الفئات التي ربما تم تجاهلها في الأبحاث المتعلقة بالصحة والسلامة المهنية.
وأضافت جرافيل أنه من الضروري العمل “بشكل استباقي” لتحديد المخاطر ومساعدة العاملين على اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة. وتبلغ قيمة التمويل الذي حصلت عليه جرافيل لأبحاثها 181,400 دولار.
وأوضحت جرافيل أن المرحلة الأولى من بحثها ستشمل جمع بيانات كمية من خلال توزيع استبيانات على العاملين في مجال طب الأسنان لفهم ممارساتهم وتصوراتهم عن المخاطر بشكل أفضل. ثم سيقوم فريقها بزيارة عيادات مختلفة لتحديد المواد المستخدمة وكيفية استخدامها وكيفية حماية العاملين لأنفسهم أثناء استخدامها، إضافة إلى التحدث مع الموظفين حول تجربتهم.
وقد تم الإعلان عن برنامج المنح الجديد بالتعاون مع معهد السرطان التابع لمعاهد البحوث الصحية الكندية وأربعة عشر منظمة تعويض عمال ونقابات من جميع أنحاء البلاد، بتمويل قدره 1.38 مليون دولار. ويقدر أن حوالي عشرة آلاف عامل يتلقون تشخيصاً بالسرطان المهني كل عام في كندا.
وذكرت الجمعية الكندية للسرطان في بيانها أن “أماكن العمل يمكن أن تشكل تهديداً كبيراً للصحة إذا تسببت في تعرض متكرر للمواد المسرطنة ومخاطر أخرى، بما في ذلك الأسبستوس والأشعة فوق البنفسجية من الشمس وعوادم محركات الديزل والسيليكا الكريستالية والرادون والعمل بنظام النوبات”.
يمثّل تمويل الجمعية الكندية للسرطان لمشاريع جديدة للوقاية من السرطان في مكان العمل خطوة هامة إلى الأمام في مكافحة هذا المرض. فمن خلال التركيز على الوقاية والحد من المخاطر المهنية، تساعد الجمعية الكندية للسرطان في تهيئة بيئات عمل أكثر أمانًا وحماية صحة العمال والحد من الإصابة بالسرطان المرتبط بالعمل.