لا زالت مدينة جاسبر في ألبرتا تستقطب الاهتمام المحلي. وقد أشارت السلطات الفدرالية  إلى أن عودة السكان إليها غير واردة في الوقت الحالي وربما يستغرق الأمر بين 15 و20 يومًا قبل أن تصبح الأماكن آمنة بما يكفي للسماح لهم بالعودة.

ويوم أمس، أكد رئيس وكالة متنزهات كندا خلال مؤتمر صحافي أن الوكالة الفدرالية قامت في السنوات الأخيرة “ببذل كل ما هو ممكن لتقليل مخاطر حرائق الغابات” في هذه المدينة التاريخية.

من جهته، قال رئيس بلدية جاسبر إن تأثير الحرائق الأسبوع الماضي كان من الممكن أن يكون أسوأ بكثير لولا سنوات من العمل الوقائي ضد الحرائق الموصوفة، وتشذيب الغابات المصابة، وتركيب أنظمة رش المياه. لم يصب أحد بأذى وبقيت غالبية المباني في ألبرتا قائمة.

رغم ذلك، تشير التقديرات المبكرة إلى أن الحريق قد يكلف قطاع التأمين ما يصل إلى 700 مليون دولار، مما يجعله أحد أكثر كوارث الحرائق تكلفة في تاريخ كندا.

هذا ويستفيق سكان جاسبر وأصحاب الأعمال فيها على واقع قاسٍ جديد، إذ أن النيران دمّرت ثلث المدينة، بما في ذلك العديد من المباني والمواقع السياحية، ما يشكل ضربة قاسية لمجتمع لا يزال يكافح آثار جائحة كوفيد-19. وكانت الفنادق والمطاعم بدأت للتو في التعافي من الإغلاق الاقتصادي، وها هي الآن تواجه تحديًا جديدًا صعبًا.

قبل الحرائق، كان المسؤولون في جاسبر يطبقون خطة طموحة مدتها عشر سنوات لحماية اقتصاد المدينة من الظروف غير المتوقعة مثل الطقس القاسي. ولكن بات عليهم اليوم التعامل مع حجم أضرار كبيرة قدر بنحو 700 مليون دولار.

يؤكد كين هيوز، السياسي السابق وعضو مجلس إدارة مؤسسة بانف كانمور، على التأثير الأوسع لمحنة جاسبر. ووصف المدينة بأنها رمز يمتد تأثيره إلى ما هو أبعد من حدودها، مستحضرًا ارتباطًا عاطفيًا عميقًا بين الكنديين والزوار الدوليين على حد سواء. وهو يعتقد أن هذا الارتباط القوي سيكون أساسياً لتعافي جاسبر.

وفي الواقع، تُظهر الحرائق ضعف المجتمعات الجبلية أمام الكوارث الطبيعية وآثارها المتسلسلة على السياحة التي هي المحرك الاقتصادي الرئيسي في هذه المناطق. ففي عام 2019 وحده، أنتجت جاسبر، إلى جانب كانمور وبانف، 2.3 مليار دولار من إنفاق الزوار و2 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي، مما دعم الآلاف من الوظائف.وعلى رغم حجمها الأصغر وقلة أماكن الإقامة الراقية فيها مقارنة بمدنها الشقيقة، إلا أن أهمية جاسبر عميقة. وهي تحتل مكانًا خاصًا في قلوب العديد من الكنديين الغربيين، إذ أنها المكان الذي تعلم فيه الناس التزلج، أو خطبوا فيه، أو خيموا فيه لأول مرة.

وبينما يبدأ المجتمع المهمة الشاقة لإعادة البناء، هناك أمل وعزيمة بأن تعود جاسبر إلى سابق عهدها.