تشهد بداية العام الدراسي الجديد تصاعدًا في المخاوف بشأن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العملية التعليمية، حيث تتهم منصات مثل تيك توك وفايسبوك وإنستغرام وسناب شات بتشتيت انتباه الطلاب والتسبب في أزمة صحية نفسية بين الشباب.
وقد أظهرت الدراسات أن نسبة كبيرة من الطلاب يقضون ساعات طويلة يوميًا في تصفح هذه المنصات في شكل يؤثر سلبًا على تحصيلهم الدراسي ويقلل من قدرتهم على التركيز. كذلك ربط العديد من الدراسات بين الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة معدلات الاكتئاب والقلق بين الشباب.
أدت هذه المخاوف إلى رفع العديد من الدعاوى القضائية ضد شركات التكنولوجيا، حيث يتهمها المدعون بتصميم تطبيقاتها بطريقة تسبب الإدمان وتضر بصحة الأطفال. هذا وطالب العديد من المدارس بمنع استخدام الهواتف المحمولة خلال ساعات الدراسة، في محاولة للحد من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الطلاب.
يرى الخبراء أن المشكلة تكمن في طبيعة هذه المنصات التي تعتمد على خوارزميات معقدة تهدف إلى جذب المستخدمين وإبقائهم متصلين بأطول فترة ممكنة. وهذا بدوره يجعل من الصعب على الطلاب مقاومة إغراء هذه المنصات والتركيز على دراستهم.
حلول مقترحة
اقترح الخبراء مجموعة من الحلول لمواجهة هذه المشكلة، منها:
- التعاون بين المدارس والأسر: يجب على المدارس والأسر العمل معًا لتوعية الطلاب بأضرار الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتشجيعهم على وضع حدود لاستخدام هذه المنصات.
- تطوير برامج تعليمية: يجب تطوير برامج تعليمية تساعد الطلاب على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل آمن ومسؤول.
- تشريع قوانين جديدة: يجب على الحكومات سن قوانين جديدة تنظم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الأطفال، وتفرض على شركات التكنولوجيا مسؤولية أكبر في حماية المستخدمين.
هل يمكن تحقيق التوازن بين الاستفادة من التكنولوجيا في التعليم والتغلب على سلبياتها؟ وكيف يمكن للمدارس والأسر والحكومات العمل معًا لحماية أطفالنا من مخاطر العالم الرقمي؟
إن المعركة بين الشاشات والكتب هي معركة مستمرة، وتتطلب منا جميعًا بذل جهود مشتركة لحماية أطفالنا وتوفير بيئة تعليمية صحية.