دورة برلمانية ذات طابع انتخابي في كيبيك
كيبيك- بدأت الاحزاب السياسية بإعادة التموضع استعداداً للوقوف عند خط الانطلاق عشية استئناف الدورة البرلمانية في الجمعية الوطنية في كيبيك وهي الاخيرة قبل الانتخابات العامة في المقاطعة والمزمع اجراؤها في تشرين الاول المقبل.
وفي هذا السياق رصد المحلل في الشؤون السياسية في هيئة الاذاعة الكندية "سيباستيان بوفيه" Sébastien_Bovet بعض المواقف التي ستتبعها مختلف الاحزاب الممثلة في الجمعية الوطنية.
ويرى المحلل ان الحزب الليبرالي في كيبيك سوف يسعى لتحديث رسالته في حين ان الحزب الكيبيكي سيحاول تحديد هويته وحزب التحالف من اجل مستقبل كيبيك يرغب في اظهار انه يمثل الحكومة البديلة اما حزب التضامن الكيبيكي سيحاول تشكيل حركة قوية الى يسار الخارطة السياسية.
الحزب الليبرالي في كيبيك
يتمتع الحزب الليبرالي في كيبيك بمكانة افضل في اطار السجالات البرلمانية لا سيما وانه في الحكم وبإمكانه اللجوء الى الاكثرية النيابية التي يتمتع بها في البرلمان فضلاً عن الآلة الحكومية.
وبإمكان الحزب الليبرالي الاعتماد على مشروعين اثنين سيسمحان له بإدخال التعديل المنشود على رسالته، الاول حول برنامج عطلة الابوة ليكون اكثر مرونة والاخر حول معايير العمل من شأنه السماح بالحصول على اسبوع ثالث من العطلة السنوية علماً ان المشروعين التشريعيْين يندرجان في اطار التعهد الليبرالي القاضي بإعطاء المزيد من الوقت للاسر.
اما على الجبهة السياسية فإن المنافس الاول لليبراليين هو حزب التحالف من اجل مستقبل كيبيك ومن هذا المنطلق يسعى حزب "فيليب كويار" Philippe_Couillard الى تمثيله على انه مسودة حزب لا يثبت على رأي ومن جهة اخرى سيبدو الحزب الليبرالي اكثر تساهلاً مع الحزب الكيبيكي ويأمل ان يرتفع رصيد هذا الاخير في نوايا الناخبين بما معناه تراجع اسهم حزب التحالف.
حزب التحالف من اجل مستقبل كيبيك
يعتزم حزب التحالف من اجل مستقبل كيبيك مواصلة عمله في صفوف المعارضة وسيقف بالمرصاد امام الحكومة الليبرالية لمحاسبتها على ادائها خلال السنوات الاربع الاخيرة وسوف يشن الحزب هجوماً على الخاصرة الموجعة لحكومة كويار والمتمثلة بالصحة لا سيما وان وزير الصحة "غايتان باريت" Gaétan_Barrette يعاني الامرين في الآونة الاخيرة ولا يكاد يطفئ حريق حتى يشب آخر في قطاع الصحة بحيث لم يعد مسؤولاً عن المفاوضات مع الاطباء المتخصصين ويواجه حالياً غضب الممرضات والمشرفين على الخدمة وكل تلك الملفات بمثابة ذخيرة لدعم حزب التحالف في هجومه على الليبراليين.
ويبقى التحدي الكبير الماثل امام حزب التحالف وزعيمه "فرانسوا لوغو" François_Legault يتمثل بالمحافظة على انطلاقته القوية التي دفعته الى الطليعة في استطلاعات الرأي لنوايا الناخبين ومن اجل التوصل الى هذا الهدف يتعين عليه تفادي الانزلاق على قشور الموز التي سيرمي بها منافسوه على الساحة السياسية لا سيما وان الهجمات ستأتي من كل حدب وصوب.
الحزب الكيبيكي
كان الحزب الكيبيكي بزعامة "جان فرانسوا ليزيه" Jean_François_Lisée ناشطاً منذ بداية العام الحالي وفي بعض الاحيان رغم انفه بسبب عدم رغبة البعض في الترشح لولاية جديدة او بسبب رغبة الحزب في تحديد هويته بحيث اصبح الحزب الكيبيكي يمثل نفسه على انه حزب اجتماعي ديمقراطي يدافع عن حكومة قوية وتمويل افضل للخدمات.
وعلى الرغم من ان زعيم الحزب الكيبيكي يتطلع الى اليسار السياسي انما وفقاً للمحلل السياسي "سيباستيان بوفيه" فإن المطلوب منه عدم تجاهل يمين الوسط على الخارطة السياسية.
حزب التضامن الكيبيكي
بدأ حزب التضامن الكيبيكي العام الانتخابي من خلال تشكيل حركة سياسية يسارية من اجل دفع الحزب الى السلطة وعلى الرغم من ان فكرة الوصول الى السلطة لا تزال بعيدة المنال انما تستحق بحسب رأي الحزب الانجراف الى اليسار.
هذا مع الاشارة الى ان ابرز مناصري الحزب هم على الاطلاع بتوجهاته انما نقطة ضعفه هو ان معظم الناخبين وخصوصاً خارج مونتريال لا يوافقون على افكاره علماً ان توسيع رقعة القاعدة الشعبية خطوة لا بد منها للتقدم واحراز المزيد من الاصوات.
(المصدر : اذاعة الشرق الاوسط في كندا عن القسم الفرنسي في هيئة الاذاعة الكندية)
