استنكر رؤساء وزراء الأقاليم الكندية، في مؤتمر صحافي صباح اليوم في مدينة هاليفاكس، على هامش قمة مجلس الاتحاد الذي يجمع رؤساء وزراء جميع المقاطعات و الأقاليم الكندية، من بينهم رئيس وزراء كيبيك فرانسوا لوغو، تأخّر كندا 20 عامًا في استثمارات البنية التحتية في أقصى الشمال، وذلك بعد أسبوع من قمة الناتو حيث التزمت حكومة جوستان ترودو بزيادة إنفاقها العسكري.

ورأوا أنّ بناء البنية التحتية الاستراتيجية في الشمال يمكن أن يساعد كندا على تحقيق هدف 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي في الإنفاق العسكري المطلوب من الدول الأعضاء في الناتو، في وقت تتعرض فيه البلاد لانتقادات من قبل حلفائها لأنها تتخلف عن الركب، لافتين إلى أن حركة الملاحة البحرية تتزايد باستمرار في الممر الشمالي الغربي، نظرًا لبداية موسم الشحن الذي من المرتقب أن يطول بسبب ذوبان الجليد الناجم عن تغير المناخ.

وقال رئيس وزراء يوكون، رانج بيلاي، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظرائه: “نحن بالفعل متخلفون للغاية في ما يتعلق بالبنية التحتية في الشمال”، مضيفًا أنه “في غضون 20 عامًا سيكون هذا الممر البحري مهمًا على النطاق العالمي”، على حد تعبيره.

يُشار إلى أنه في الأسبوع الماضي، وتحت ضغط من شركائه في الناتو، أعلن رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو أنه من المتوقع أن تصل كندا إلى هدف 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي في الاستثمارات العسكرية، لكن بحلول العام 2032. كما أعلنت أوتاوا عن توقيع “ميثاق الجليد” الثلاثي، مع فنلندا والولايات المتحدة، لحماية القطب الشمالي، حيث يمكن أن يصبح هذا المحيط طريق العبور الرئيسي بين أوروبا وآسيا بحلول العام 2050، بحسب الخبراء.

من جهة ثانية، أشار رؤساء وزراء الأقاليم إلى أنهم لم يتلقّوا معلومات كافية من قبل الحكومة الفدرالية بشأن قضايا الأمن والدفاع، لكن الوضع تحسّن منذ اجتماعهم مع وزير الدفاع الفدرالي بيل بلير وزميلته في الشؤون الخارجية ميلاني جولي في مايو/أيار الماضي، مطالبين باطّلاعٍ أفضل حول التهديدات التي تواجه شمال كندا. ولفتوا إلى أن أقصى الشمال مستهدفٌ من قبل الطموحات الروسية والصينية ومرغوب فيه لموارده الوفيرة.

وفي هذا السياق، تجنّب رئيس وزراء نونافوت، بي جي أكياغوك، تحديد الدول التي تحاول تحدي كندا بوضوح، موضحًا أنه لا يوجد أي تهديد وشيك في أقصى الشمال، بحسب المعلومات المقدمة خلال اللقاء مع بلير وجولي، لكنه أشار بعد ذلك إلى أنه “لوحظ تزايد النشاط الروسي في المجال الجوي، ويقوم عدد متزايد من السفن ومنصات المراقبة الصينية برسم خرائط المنطقة وجمع البيانات ذات الصلة”. وأضاف أكياغوك أن روسيا تستثمر في قواعد وبنية تحتية جديدة في القطب الشمالي، بينما تسعى الصين “إلى أن تصبح قوة قطبية عظمى بحلول العام 2030”.

يُذكر أن الحكومة الفدرالية انتهزت الفرصة للإعلان عن استثمارات بمئات الملايين من الدولارات لطائرات هليكوبتر تكتيكية وطائرات مراقبة جديدة، فضلاً عن شبكات المراقبة تحت الماء. وعندما سُئل رئيسا وزراء يوكون ونونافوت عما إذا كانت وحدات رانجرز العاملة في الأقاليم قد شهدت المزيد من الحوادث أو أُبلغت عن المزيد من التوغلات من قبل قوى أجنبية، تجنبا الإجابة.