أكد رئيس الوزراء الكندي، جوستان ترودو، تمسكه بزعامة الحزب الليبرالي على الرغم من التراجع الكبير في استطلاعات الرأي والهزيمة التاريخية التي تعرض لها الحزب في الانتخابات الفرعية الأخيرة.
جاء ذلك بعدما أشار البعض إلى إمكانية استلهامه من قرار الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي قرّر التنحي عن السباق الرئاسي، ما أعطى دفعة جديدة لحملة الديمقراطيين.
وصرّح ترودو، خلال اليوم الثاني من اجتماعات وزراء حكومته في مدينة هاليفاكس، عاصمة مقاطعة نوفا سكوشا، تحضيراً للدورة البرلمانية الجديدة، قائلاً: “نقوم بعمل بالغ الأهمية وأتطلع لمواصلة تقديم خيار إيجابي للكنديين”.
وقال جوستان ترودو، في ردّه على مجموعة من الصحافيين سألوه عمّا إذا كان سحب ترشيح جو بايدن في الولايات المتحدة قد ألهمه بالتخلي عن مكانه لشخص آخر، معتبرين أن استطلاعات الرأي كانت قاتمة بالنسبة لليبراليين: “أنا أفهم أنكم تحبون التحدث في السياسة. الكنديون ليسوا مهتمين بالحديث عن السياسة ».
يُشار إلى أنه، وفي الوقت الذي اختارت فيه الولايات المتحدة مسارًا جديدًا مع ترشيح كمالا هاريس للرئاسة، يواجه الحزب الليبرالي في كندا تحديات كبيرة، حيث يتخلف بنحو 20 نقطة في استطلاعات الرأي خلف المحافظين بزعامة بيار بوالييفر. ومع اقتراب موعد الانتخابات الفدرالية في أكتوبر/تشرين الأول 2025، يتزايد الضغط على ترودو للتنحّي، خاصة بعد الخسارة الكبيرة التي تعرض لها حزبه في انتخابات فرعية في تورنتو.
على الرغم من ذلك، أعرب العديد من الوزراء في حكومته عن دعمهم الكامل له، مؤكدين على ثقتهم في قيادته للحزب خلال الانتخابات القادمة. وهم دعوا إلى الوحدة، متجنبين التعليق على معنويات أعضاء الحزب، ومركزين على القضايا التي يرونها ذات أهمية للكنديين.
وفي السياق نفسه، أكدت وزيرة المالية، كريستيا فريلاند، أن تغيير القيادة في هذه المرحلة لن يكون “رهانًا جيدًا” للحزب.
من جهة أخرى، لم يحسم بابلو رودريغيز، الوزير الفدرالي للنقل والمكلف بالشؤون السياسية لترودو في كيبيك، قراره بشأن الترشح لزعامة الحزب الليبرالي في كيبيك، مشيراً إلى أنه لا يشعر بالحرج من الغموض الذي يكتنف قراره، حتى أثناء اجتماعات مجلس وزراء ترودو.
على هامش هذه الخلوة الوزارية، أعلن ترودو عن فرض ضريبة إضافية بنسبة 100% على جميع السيارات الكهربائية المصنعة في الصين و 25٪ على الصلب والألمنيوم الصيني، وذلك بدءاً من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وتلحق كندا بالولايات المتحدة الأميركية في هذا القرار الذي أعلنه رئيس الوزراء جوستان ترودو يوم أمس. وهو قال في سياق هذا الإعلان: “نحن بصدد تحويل قطاع السيارات الكندي ليصبح رائداً عالمياً في صناعة سيارات المستقبل، ولكن لاعبين مثل الصين اختاروا منح أنفسهم ميزة غير عادلة في السوق العالمية، ما يهدد أمن صناعاتنا الحيوية ويحل مكان عمالنا المخلصين في صناعة السيارات”.