يواجه الحزب الليبرالي بقيادة جوستان ترودو تحدياً كبيراً في دائرة لا سال-إيمارد-فردان الانتخابية، حيث أظهر استطلاع حديث انخفاضاً كبيراً في دعم الناخبين له. أشار الاستطلاع الذي أجرته Mainstreet Research إلى أن الحزب الليبرالي حصل على 26.2٪ فقط من نوايا التصويت، مقارنة بنسبة 42.9٪ في الانتخابات الأخيرة، ما يضعه في منافسة حامية مع حزب الكتلة الكيبيكية (23.7٪) والحزب الديمقراطي الجديد (23.3٪).
بحسب كيتو ماغي من Mainstreet Research، فإن الاتجاه العام الحالي يشير إلى تراجع واضح في دعم الليبراليين على مستوى البلاد، ما يعكس حالة من الإحباط العام بين الناخبين.
مرشح الحزب الديمقراطي الجديد كريغ سوفاي، المستشار البلدي، قد يكون قادراً على جذب الناخبين التقدميين. أما مرشحة الحزب الليبرالي لورا بالستيني، المستشارة البلدية، تعتبر خياراً محلياً تقليدياً، ما يثير بعض القلق بشأن قدرة الحزب على المنافسة بقوة.
لا شك أن الانتخابات الفرعية في لا سال-إيمارد-فردان تمثّل اختباراً حاسماً لقيادة جوستان ترودو. قد تشير الخسارة في هذه الدائرة، التي كانت تُعتبر معقلاً للحزب الليبرالي، إلى تغييرات كبيرة في الحزب قبل الانتخابات العامة المقبلة، ما يجعل هذه الانتخابات نقطة تحول مهمة في المشهد السياسي الكندي.
ولكن هناك جدل آخر يتعلق بهذه الانتخابات اختيار ترودو للمرشحة. فقد أثار قرار رئيس الوزراء جوستان ترودو باختيار المستشارة البلدية لورا بالستيني كمرشحة لحزب الليبراليين في الانتخابات الفرعية لدائرة لا سال – إيمارد – فردان موجة من الانتقادات بين المرشحين الثلاثة الآخرين الذين كانوا يتنافسون على المنصب. وقد اعتبروا هذا القرار “غير ديمقراطي” و”محبط”، مؤكدين أنه يتجاهل عملية الترشيح الرسمية التي ينتهجها الحزب.
محور الجدل حول القرار هو أن ترودو اختار بالستيني مباشرة من دون المرور بعملية الترشيح التقليدية، ما أثار غضب المرشحين المحليين لوري موريسون وكريستوفر باينينغر وإيدي كارا. هؤلاء المرشحون كانوا قد أمضوا أشهرًا في حملة انتخابية مكثفة، واعتبروا القرار انتهاكًا لمبادئ الحزب.
عبر المرشحون الثلاثة عن صدمتهم وخيبة أملهم، حيث تساءل باينينجرعن فعالية استراتيجية الحزب في اختيار مرشح. من جهة أخرى، أشار كارا إلى أن اختيار مرشحة من أصل إيطالي قد يكون محاولة لجذب الناخبين المحليين من أصول إيطالية، حيث يشكلون نسبة كبيرة من سكان الدائرة.
وستواجه بالستيني في الانتخابات الفرعية مرشح الحزب الديمقراطي الجدي كريغ سوفيه، ومرشح الحزب المحافظين لويس إيلينتي، بينما لم يُعلن بعد عن مرشح حزب الكتلة الكيبيكية.
وكان حافظ الليبراليون على فوزهم في هذه الدائرة في جميع الانتخابات السابقة، لكن استقالة وزير العدل السابق ديفيد لامتي أدت إلى الدعوة لإجراء انتخابات فرعية.