قضية مثيرة للجدل شغلت تورنتو في الأيام الماضية: شاحنة تجوب شوارع المدينة تحمل رسالة معادية للإسلام تُشعل نار الغضب وتُثير تساؤلات حول حرية التعبير وحدودها.
تُظهر شاشات الفيديو على الشاحنة صورًا لمسلمين يصلون ويحتجون في تورنتو، مع أسئلة استفزازية مثل “هل هذا لبنان؟ هل هذا اليمن؟ هل هذه سوريا؟ هل هذا العراق؟”. وتختتم الرسالة بـ “لا. إنها كندا. استيقظي يا كندا. أنت محاصرة”.
في ردود الفعل
أثارت هذه الرسالة ردود فعل قوية وغضبًا من قبل المنظمات الإسلامية، بما في ذلك المجلس الوطني للمسلمين الكنديين (NCCM). ونددت رئيسة بلدية تورنتو، أوليفيا تشاو، بالرسالة مؤكدة أن “الإسلاموفوبيا لا مكان لها في المدينة”.
كذلك عبّرت أميرة الغوابي، الممثلة الخاصة لكندا لمكافحة الإسلاموفوبيا، عن خيبة أملها وانزعاجها من “رسالة التفرقة والكراهية” هذه.
في سياق متصل، عرض محمد فقيه، صاحب شركة بارامونت فاين فودز ورجل الأعمال البارز في تورنتو، مكافأة قدرها 25 ألف دولار للحصول على معلومات تؤدي إلى القبض على المسؤولين عن الشاحنة.
هذا وشرعت وحدة جرائم الكراهية التابعة لشرطة تورنتو في التحقيق في الحادث.
من جانبها، تدافع Rebel News، عن الحق في حرية التعبير وتنتقد شرطة تورنتو لفتحها تحقيقًا تعتبره هجومًا على وجهة نظر سياسية سلمية.
يثير هذا الجدل سؤالًا مهمًا حول كيفية التعامل مع الإعلانات التي تحمل خطابًا يتسم بالكراهية. كيف يمكننا الموازنة بين حرية التعبير وحماية المجتمع من رسائل الكراهية والانقسام؟
تبقى هذه القضية حاضرة بقوة على الساحة الكندية، وتُشعل نقاشًا حول حرية التعبير ومسؤولية المؤسسات في نشر خطاب الكراهية، وما هو دور ومسؤولية المؤسسات.