في تورنتو، المدينة العالمية النابضة بالحياة، يواجه العديد من الشباب تحديات كبيرة من حيث الصحة النفسية والوحدة والفقر. تؤثر هذه القضايا المترابطة تأثيراً عميقاً على رفاهيتهم ومستقبلهم. وبينما تفخر تورنتو بديناميكيتها الاقتصادية والثقافية، يعيش بعض شبابها في ظروف غير مستقرة، ويتعرضون لصعوبات تستحق الاهتمام العاجل والحلول المناسبة.
في دراسة صدرت اليوم الأربعاء، سلطت الضوء مؤسسة تورنتو، وهي منظمة تقيس جودة الحياة، على التحديات الهائلة التي يواجهها الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا أثناء انتقالهم من مرحلة المراهقة إلى مرحلة البلوغ.
رسم التقرير صورة قاتمة للصعوبات التي يواجهها هؤلاء الشباب: ارتفاع تكاليف المعيشة، والانتقال إلى العمل بنمط هجين بين العمل الحضوري والعمل عن بُعد، وصعوبة إقامة روابط اجتماعية حتى بعد انتهاء الجائحة.
أوضح محمد حق، مدير التأثير المجتمعي في مؤسسة تورنتو، أن الجائحة أبرزت الانقسامات الموجودة في المجتمع بشكل كبير وزادت من تفاقم العديد من التحديات التي كانت موجودة من قبل.
وقال: “العشرينيات من العمر هي مرحلة حرجة في تطور الفرد. إذا لم نقم بفعل شيء للسيطرة على هذه الموجة، فقد يكون لذلك تأثير ضار على المدى الطويل”.
نتائج التقرير الرئيسية:
40٪ من الشباب في العشرينيات من عمرهم كانوا قلقين بشأن عدم قدرتهم على دفع الإيجار كل شهر، مقارنة بـ 22٪ من سكان تورنتو الذين يبلغون من العمر 30 عامًا أو أكثر.
ارتفع الاعتماد على بنوك الطعام في عام 2023 بين هذه الفئة العمرية ليصبح ستة أضعاف ما كان عليه في عام 2019. وبالنسبة للفئة العمرية 30 عامًا وما فوق، كان هذا الارتفاع ثلاثة أضعاف فقط خلال نفس الفترة.
45٪ من الشباب في العشرينيات أفادوا بأن صحتهم النفسية كانت متوسطة أو سيئة في العام الماضي، مقارنة بـ 33٪ من الفئات العمرية الأكبر.
44٪ منهم شعروا بالوحدة لثلاثة أيام على الأقل في الأسبوع في عام 2023، مقارنة بـ 31٪ للفئات العمرية الأخرى.
كما وجد الباحثون وجود علاقة بين الوقت الذي يقضيه الشباب على الإنترنت وأعراض الاكتئاب والقلق. لكنهم لم يتمكنوا من تحديد ما إذا كان الوقت الطويل أمام الشاشات هو الذي يسبب مشكلات الصحة النفسية، أم أن العكس هو الصحيح.
إن وضع الشباب في تورنتو من حيث الصحة النفسية والوحدة والفقر يبعث على القلق. ومع استمرار نمو المدينة وتطورها، من الضروري معالجة هذه القضايا بطريقة استباقية ومتكاملة. مع الأمل أن يؤدي التضامن المجتمعي والسياسات العامة والمبادرات الهادفة دوراً رئيسياً في تحسين الظروف المعيشية للشباب وتوفير الفرص التي يحتاجونها للازدهار في هذه المدينة الديناميكية.