بعد أيام من هطول الأمطار الغزيرة التي غمرت مقاطعة كيبيك وألحقت أضرار جسيمة بالعديد من سكان مونتريال، خرجت رئيسة بلدية المدينة، فاليري بلانت، عن صمتها لتقديم اعتذار علني.
بدايةً، أعربت عن شكرها العميق لفريقها على جهودهم خلال العاصفة، لكنها لم تخف أسفها تجاه الانتقادات التي وُجّهت لها بسبب غيابها الواضح عن الساحة في أثناء الأزمة.
وفي مؤتمر صحافي عقدته أمس الثلاثاء، شددت بلانت على أنها كانت حاضرة في مونتريال منذ بدء العاصفة يوم الخميس الماضي. وردًا على سؤال من أحد الصحافيين، أوضحت أنها لم تكن بعيدة عن الأوضاع وأن وجودها خلف الكواليس لا يعني عدم اهتمامها بما يحدث على الأرض.
وأشارت إلى أن إدارة البلدية جمعت بيانات حول الأضرار التي طالت المواطنين، مؤكدة أن حوالي 3 آلاف اتصال تم تلقيه عبر الخط الساخن للطوارئ 311، ما استدعى تعبئة فرق الأمن العام والإطفاء.
وفي خطوة لتبديد الشكوك حول استراتيجيتها للتعامل مع الكوارث، قالت بلانت إنها ملتزمة تمامًا بمواجهة التحديات البيئية، مشيرة إلى أن إدارتها استثمرت بشكل غير مسبوق في البنية التحتية لتحديث نظام الصرف الصحي.
وختمت بلانت حديثها بتأكيد نيتها الترشح مرة أخرى في الانتخابات البلدية لعام 2025، معبرة عن حماسها لمواصلة العمل على تحسين المدينة.
في الواقع، مثل هذه الأحداث تؤثر إلى حدّ كبير على ثقة المواطنين بالمسؤولين.
في صحيفة لو جورنال دو مونتريال، خصّصت المحللة ياسمين عبد الفضل مقالة عن غياب السياسيين عن الساحة فهم بالنسبة إليها لم يقطعوا عطلتهم ليتواجدوا على الأرض إلى جانب المواطنين.
وهي كتبت تحت عنوان Inondations: alors que les citoyens sont en détresse, les politiciens se la coulent douce
في ظل معاناة آلاف الكيبيكيين الذين تعرضت منازلهم للضرر من جراء الفيضانات الأسبوع الماضي، وسط أمطار غزيرة حولت حياتهم إلى كابوس، اختفى السياسيون عن الأنظار. فرغم الخسائر المادية الهائلة وحالة عدم اليقين بشأن التعويضات التأمينية، تظل الكارثة الأكبر هي الصدمة النفسية التي يعيشها المواطنون، والتي تظهر بوضوح على وجوههم وفي أصواتهم المكسورة.
أضافت أنه، وفي وقت كانت فيه وسائل الإعلام حاضرة، تلتقط صور العائلات العالقة في منازل غير صالحة للسكن وغارقة بالمياه، بدا أن السياسيين، من مختلف الأحزاب وعلى جميع المستويات الحكومية، كانوا غائبين عن الساحة. فأين كانوا؟ هل شاهدتم رئيس الوزراء فرانسوا لوغو أو رئيسة بلدية مونتريال فاليري بلانت أو حتى جوستان ترودو يتفقدون الأضرار ويتحدثون مع المواطنين المتضررين؟
كذلك لفتت إلى أن الوزراء المعنيين بالأمن العام والنقل لم يظهروا على الساحة، ولم نسمع عن أي مؤتمر صحافي يتناول الوضع الكارثي للطرقات التي تحولت إلى مصائد خطرة للسائقين. وهم بدلاً من ذلك، كانوا منشغلين بحضور الفعاليات الاجتماعية؛ فبينما كان ترودو وبلانت يشاركان في مسيرة البرايد في مونتريال، كان فرانسوا لوغو يستمتع بمشاهدة بطولة التنس. فهل هذه الفعاليات أهم من مآسي المواطنين الذين تعرضوا للفيضانات للمرة الثانية في غضون أشهر قليلة، وربما أصبحوا غير قادرين على تأمين منازلهم مستقبلاً؟
في ظل هذا الصمت السياسي، يبدو أن الوصول إلى توازن بين التجاهل والمبالغة في رد الفعل بات ضرورة حتمية في هذه الأوقات الحرجة.