في تحوّل سياسي كبير، يتوقع المراقبون أن تلتزم نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس بشكل وثيق بنهج الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، في العلاقات الكندية الأميركية في أثناء تنافسها على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة. وبعد انسحاب بايدن مؤخرًا من السباق الرئاسي لعام 2024، تحركت هاريس بسرعة لتعزيز الدعم داخل الحزب. وفي الواقع هي حصلت عليه، فبحسب آخر ما ورد على هذا الصعيد، نالت هاريس دعم وتأييد عدد كافٍ من المندوبين الديمقراطيين لتصبح المرشحة الرسمية لحزبها ضد دونالد ترامب.

ومن الشخصيات الديمقراطية البارزة التي أيدّت هاريس في الساعات الأخيرة، رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي. وسلط المحلل السياسي مارك تروسلر من جامعة بنسلفانيا، الضوء على الاتحاد الملحوظ للحزب حول هاريس، ما يجعلها متقدمة بقوة استعداداً للمؤتمر الوطني الديمقراطي الشهر المقبل.

وكان جاء قرار بايدن بالتنحي بعد أسابيع من الضغط في أعقاب أداء مناظرة مثيرة للجدل ضد الجمهوري دونالد ترامب، والأخطاء الملحوظة في مؤتمر قادة الناتو. وهو أيّد هاريس، الرقم الثاني في قيادته، ما عزّز محاولتها للفوز بالترشيح.

تأييد كامالا هاريس يثير اهتمام الديمقراطيين، ولكن ماذا يمكن أن يعني ذلك بالنسبة لكندا؟

أشادت كيرستن هيلمان، سفيرة كندا لدى الولايات المتحدة بقيادة جو بايدن، مشيرة إلى ازدهار العلاقة بين البلدين خلال فترة ولايته. وعلى الرغم من ذلك، كان المسؤولون الكنديون يتواصلون مع كل من الديمقراطيين والجمهوريين لضمان التعاون، ولا سيما استعداداً للمراجعة المقبلة للاتفاقية الأميركية المكسيكية الكندية والمقررة في عام 2026.

وفي الشأن التجاري، أشارت هاريس، التي كانت عارضت اتفاقية التجارة الحرّة عندما كانت عضوا في مجلس الشيوخ، إلى عدم كفاية الحماية للعمال الأميركيين والبيئة. من هنا يشير هذا الموقف، إلى جانب احتفاظ بايدن بالرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، إلى التوترات التجارية المستمرة، بما في ذلك قضايا مثل الخشب اللين وضريبة الخدمات الرقمية الكندية.

إذن، بينما يحتفل العديد من الديمقراطيين بصعود هاريس، فإن بعض الكنديين يتوخون الحذر بشأن ما قد تنطوي عليه رئاستها. وفي هذا السياق، أعربت لورا داوسون، المديرة التنفيذية لتحالف حدود المستقبل، وهي مجموعة تعمل على تعزيز “حدود أفضل للسفر والتجارة”، عن مخاوفها بشأن احتمال استمرار هاريس في سياسات بايدن التجارية المنغلقة على الداخل. وأوضحت داوسون: “بالتأكيد لن يكون الأمر سهلاً مع رئيس ديمقراطي”، مشيرةً إلى التحديات التي واجهتها كندا في التعامل مع إدارة بايدن. وشددت داوسون على أن إدارة بايدن غالبًا ما أعطت الأولوية للسياسات المحلية على الاعتبارات الدولية، ما أدى إلى توتر الأعمال التجارية عبر الحدود. وأشارت إلى أنه “لقد أصبح من الصعب أكثر فأكثر على كندا القيام بأعمال تجارية مع الولايات المتحدة”. وأضافت: “أعتقد أن انتخاب كامالا هاريس سيكون استمرارًا لما شهدناه مع جو بايدن.” ومع ذلك، هناك أمل في أن تقدم هذه القيادة وجهات نظر جديدة ربما  قد تخفف من بعض التوترات التي شهدتها السنوات القليلة الماضية.

ومع بقاء المشهد السياسي الأميركي متقلبًا في الوقت الحالي، يُنصح القادة الكنديون بتطوير استراتيجيات طويلة المدى للتغلب على عدم الاستقرار المحتمل. يقترح ألاسدير روبرتس من جامعة ماساتشوستس أمهرست، اتباع نهج دبلوماسي واسع النطاق، لا يقتصر على التعامل مع واشنطن فحسب، بل أيضًا مع حكومات الولايات والصناعات الرئيسية.

خلاصة القول، مع احتشاد الحزب الديمقراطي خلف هاريس، يتحول التركيز الكندي إلى الطريقة التي سترسم فيها رئاستها المحتملة مستقبل العلاقات الكندية الأميركية، وسط مناخ سياسي متغيّر لا يمكن التنبؤ به.