في استعدادها لدخول سباق تسلح جديد تحت سطح المياه، أعلنت كندا عن خطط طموحة لشراء 12 غواصة متطورة لتعزيز قدراتها البحرية. هذا القرار الاستراتيجي أتى في ظل تغييرات جذرية في المشهد الأمني العالمي، حيث ازدادت التوترات الجيوسياسية وتوسع نفوذ القوى العظمى في المحيطات.
وأتت هذه الخطوة استجابة لتوصيات رئيس الأركان السابق للقوات المسلحة الكندية، الجنرال واين إير، الذي رأى في هذا القرار أولوية قصوى لتعزيز القدرات البحرية للبلاد مؤكداً على أهمية الغواصات في حماية المصالح البحرية لكندا، خصوصاً في ظل التهديدات المتزايدة من الطائرات من دون طيار والصواريخ طويلة المدى.
تُعد الغواصات، بقدرتها على العمل بسرية وتقليل بصمتها البصرية والإلكترونية، أداة استراتيجية هامة لمراقبة وحماية المصالح البحرية الكندية.
تسعى كندا للحصول على غواصات تعمل بالطاقة التقليدية، قادرة على قطع مسافات شاسعة والعمل في الظروف القاسية للقطب الشمالي. تعتبر سرعة التسليم عاملاً حاسماً في اختيار الغواصات. وفقًا للبروفيسورة أندريا شارون من جامعة مانيتوبا، فإن هذه الغواصات ستتجاوز دورها التقليدي في الردع العسكري لتشمل أدواراً متعددة في الاستخبارات والدبلوماسية.
وقد أطلق إعلان كندا عن هذا المشروع الضخم سباقاً محموماً بين أكبر الشركات المصنعة للغواصات في العالم، حيث تتنافس دول مثل ألمانيا وفرنسا وكوريا واليابان والسويد للفوز بهذه الصفقة المربحة. وتسعى كل دولة لعرض أحدث تقنياتها في مجال الغواصات، والتي تتميز بقدرتها على العمل بصمت تام والتحرك بسرعة في أعماق البحار.
القرار النهائي بشأن اختيار الغواصات سيكون له تداعيات تتجاوز الجانب التجاري، بحيث قد يؤثر بلد المنشأ على العلاقات الدبلوماسية والعسكرية لكندا، بما في ذلك تبادل المعلومات السرية وعقود الصيانة والدعم المستقبلية.يُعد اختيار الغواصات قراراً استراتيجياً يتجاوز الجوانب التقنية ليشمل رهانات جيوسياسية كبرى. كصحافيين ومواطنين، ينبغي أن نتساءل: أي دولة ستفوز بهذا العقد الضخم؟ وما هي التداعيات الجيوسياسية لهذا القرار على العلاقات بين كندا والدول الأخرى؟ ما هو التأثير المستقبلي لعملية الشراء هذه على الموقف الاستراتيجي لكندا في السياق العالمي الحالي؟