في خطوة إطلاق صناعة تصدير الهيدروجين في منطقة الأطلسي بكندا، أعلنت الحكومتان الكندية والألمانية اليوم الأربعاء عن التزام بملايين الدولارات للمشاريع في شرق كندا.
وعليه تستثمر أوتاوا ما يصل إلى 300 مليون دولار لدعم صادرات الهيدروجين إلى ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، بينما تساهم الحكومة الألمانية بالمبلغ نفسه.
وقال وزير الطاقة الكندي جوناثان ويلكينسون في كيب بريتون، نوفا سكوشا، أن الإعلان الذي تم اليوم هو أمر كبير، مشيرًا إلى إمكانيات الاستثمار في خلق الوظائف، وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، وتوفير أمن الطاقة لألمانيا.
يأتي الإعلان الذي تبلغ قيمته 600 مليون دولار في وقت تعطل فيه الحرب في أوكرانيا إمدادات الطاقة العالمية.
وقد اتُهمت روسيا، التي تُعتبر موردًا رئيسيًا للغاز الطبيعي إلى أوروبا، بحجب الإمدادات انتقامًا من العقوبات القاسية التي فرضتها ألمانيا وحلفاؤها الغربيون الآخرون بسبب غزوها الكامل لأوكرانيا.
وقالت كارينا هاوسلماير، نائب رئيس البعثة في السفارة الألمانية في أوتاوا، أنه ومنذ صيف عام 2022، كان هناك العديد من العلامات التي تشير إلى أن كندا جادة في تعزيز اقتصاد الهيدروجين النظيف، مضيفة أن بلادها ملتزمة بذات القدر.
علما أنه توجد العديد من المشاريع في نوفا سكوشا ونيوفاوندلاند التي تهدف إلى تحويل طاقة الرياح إلى ما يسميه البعض الهيدروجين النظيف، وهي في مراحل التخطيط.
يُأمل أن تلعب هذه المشاريع وغيرها دورًا كبيرًا في مكافحة تغير المناخ، إذ على عكس مصادر الهيدروجين الأخرى التي تستخدم الوقود الأحفوري، ستستخدم هذه المشاريع توربينات الرياح لإنتاج الهيدروجين من الماء.
جدير بالذكر أنه لطالما كان ويلكينسون قوة دافعة وراء استراتيجية الحكومة الفدرالية للهيدروجين، وغالبًا ما يذكر أنه يقود سيارة تعمل بالهيدروجين.
ومع ذلك، أقر في المؤتمر الصحافي الذي عُقد اليوم الأربعاء بأن التكنولوجيا ما زالت مكلفة للغاية.
وشرح الوزير الكندي للمراسلين أنه من خلال عملية مزاد، ستتاح للشركات الكندية الفرصة لتقديم عطاءات لتوريد السوق الألمانية بالهيدروجين النظيف.
علما أن الهيدروجين الكندي الذي يتم شراؤه من خلال هذه العملية سيُعرض مرة أخرى في مزاد للشراء من خلال ما يُعرف بالمزاد ذو الجانبين.
وستُستخدم الـ 600 مليون دولار التي تقدمها كندا وألمانيا لسد أي فجوات بين السعر الذي يقدمه المنتجون والسعر الذي يكون المشترون على استعداد لدفعه.
كما قال ويلكينسون إن كندا هي أول دولة تبرم ألمانيا عقدًا معها لتوفير الهيدروجين.
جدير بالذكر أنه وفي عام 2022، اتفقت كندا وألمانيا على التعاون لمساعدة الأخيرة في أزمة الطاقة الخاصة بها من خلال إنشاء ممر إمداد عبر الأطلسي بين البلدين.
في ذلك الوقت، وصف رئيس الوزراء الكندي جوستن ترودو ذلك بأنه لحظة تاريخية مع وعود لبدء تصدير الهيدروجين بحلول عام 2025.
كما انتقدت إحدى مجموعات الدفاع عن البيئة الكندية إعلان ويلكينسون، حيث أشارت منظمة الدفاع البيئي إلى أن إنتاج الهيدروجين يتطلب الكثير من الطاقة.