في تطور جديد على صعيد السباق إلى زعامة الحزب الليبرالي في كيبيك، انتقد دنيس كودير، المرشح الرسمي للقيادة، توقيت قرار الوزير الفدرالي للنقل، بابلو رودريغيز، بالترشح للمنصب. واعتبر كودير أن الوقت الحالي ليس مناسبًا لرودريغيز، خاصةً في ظل الاستحقاقات الانتخابية الفدرالية القادمة.
ووفقًا لكودير، يجب على رودريغيز التركيز على دعم حزب الليبراليين الفدراليين في الانتخابات الفرعية المقبلة في دائرة لاسال-إيمار-فردان، المقررة في 16 سبتمبر/أيلول، بدلاً من التفكير في مشاريعه السياسية على مستوى كيبيك. وأشار كودير، الذي شغل منصب نائب فدرالي سابق، إلى أن ارتباط رودريغيز الوثيق بحكومة ترودو الفدرالية قد يضعه في موقف صعب مع الناخبين في كيبيك.
في المقابل، لم يحسم رودريغيز قراره بعد بشأن الترشح لزعامة الحزب، لكنه عبّر عن تقديره للدعم الذي تلقاه من العديد من أعضاء الحزب الذين يشجعونه على الترشح. بينما ينتقد كودير توقيت رودريغيز، يرحب بعض أعضاء الحزب بمشاركته في السباق كفرصة لإثارة نقاشات فكرية جديدة.
في سياق متصل، ورغم أن منصب “المساعد الخاص” لرئيس الوزراء في كندا ليس مدرجًا في التنظيمات الرسمية، إلا أنه يعد من المناصب البارزة في العاصمة الفدرالية. شغل هذا المنصب شخصيات بارزة مثل جان مارشان ومرسيل ماسى وميشال غارنو، وكان أيضًا حيويًا في تنسيق العلاقات بين الحكومة الفدرالية وحكومة كيبيك.
ومع ذلك، فإن التفكير في مغادرة بابلو رودريغيز، وزير النقل الفدرالي، للسياسة الفدرالية من أجل الترشح لزعامة حزب الليبراليين في كيبيك يشير إلى قلق متزايد في صفوف الليبراليين الفدراليين. يُعتقد أن رودريغيز، بعد أكثر من 20 عامًا في أوتاوا، يبحث عن فرص جديدة ربما تكون أكثر جذبًا له، خاصة في ظل التراجع المستمر في دعم حزب الليبراليين في كيبيك.
ورغم أن التحديات التي قد يواجهها رودريغيز في الانتقال من السياسة الفدرالية إلى السياسة الإقليمية قد تكون كبيرة، فإن ترشحه قد يضفي حيوية جديدة على السباق لتزعم الحزب، ويعزز خطاب الحزب حول الهجرة بفضل خلفيته الشخصية كلاجئ وصل إلى كيبيك في صغره.
وفي الوقت نفسه، تشير استطلاعات الرأي إلى تراجع دعم الحزب الليبرالي الفدرالي في كيبيك، مما قد يضاعف الضغط على رئيس الوزراء جوستان ترودو. كذلك تتزايد التكهنات حول مغادرة محتملة لأعضاء آخرين في الحكومة الفدرالية، وهو ما سيضاف إلى تعقيدات المشهد السياسي.
بغض النظر عن النتائج المحتملة، فإن رحيل رودريغيز سيشكّل من دون شك ضربة قاسية للفريق الفدرالي في وقت حرج، ما يعكس عدم الاستقرار المتزايد في السياسة الكندية.