تناول حاكم مصرف كندا المركزي، تيف ماكليم، موضوعًا حيويًا خلال مؤتمر مونتريال 2024، حيث أكد على ضرورة إعادة بناء ثقة المواطنين في البنك المركزي. جاء ذلك بحضور يواكيم ناجل، رئيس البنك المركزي الألماني، وسونيا فولبي، الرئيس التنفيذي لبنك بي إن بي باريبا كندا.
وأشار ماكليم إلى أن التضخم الذي تزايد بعد جائحة كوفيد-19 قد أثر بشكل كبير على ثقة المواطنين في مصرف كندا. وقال: “لقد عانى الكثير من مواطنينا من ارتفاع معدلات التضخم لأول مرة، ولم يكن الأمر سهلاً”. وأضاف أن التضخم يضر بالاقتصاد ويؤدي إلى تآكل الثقة في النظام الاقتصادي، مؤكدًا على ضرورة توضيح سياسات البنك للمواطنين، خاصة للأسر التي تواجه حالة من عدم اليقين.
وأوضح ماكليم أن التضخم تسبب بإحباط وغضب في أوساط الكنديين، حيث لم تعد رواتبهم تغطي احتياجاتهم كما كانت من قبل. وقال: “التاريخ الحديث يذكرنا بشكل لا لبس فيه أن التضخم هو عدونا المشترك”.
وفي خطوة لمواجهة هذا الوضع، أعلن البنك المركزي الأسبوع الماضي عن خفض ربع نقطة في معدل الفائدة الرئيسي، وهو الأول منذ مارس/اذار 2022، بعد سلسلة من الزيادات التي هدفت إلى كبح التضخم. وجاء هذا القرار نتيجة تباطؤ الاقتصاد وانخفاض التضخم، مما أتاح للبنك خفض أسعار الفائدة.
وحذر ماكليم من زيادة التقلبات في سلاسل التوريد بسبب تغير المناخ والتوترات الجيوسياسية والتقدم التكنولوجي. وأوضح أنه حتى مع انخفاض معدلات الفائدة في بعض الاقتصادات، فمن غير المرجح أن تعود إلى مستويات ما قبل الجائحة، مشيرًا إلى أن “الوضع الطبيعي الجديد لن يكون مثل القديم”.