كشفت مذكرة موجزة من نائب وزير الصحة الكندي، حصلت هيئة الإذاعة الكندية على نسخة منها من خلال طلب الوصول إلى المعلومات، عن تغييرات لاحظتها سلطات إنفاذ القانون في سوق المخدرات غير المشروعة، متحدثةً عن إغلاق مختبرات كبرى في بريتش كولومبيا وأونتاريو وألبرتا، مما يشير إلى أن إمدادات البلاد أكثر من كافية لتزويد السوق المحلية.
وجاء في المذكرة أن مجموعات الجريمة المنظمة تخلّت عن استيراد الفنتانيل، وهو مادة أفيونية اصطناعية قوية مسؤولة عن العديد من الجرعات الزائدة، وتعمل على إنتاجه على الأراضي الكندية. وقدّرت وكالة الصحة العامة في كندا أن ما يقرب من 44600 كندي توفَّوا بسبب جرعات زائدة من المخدرات بين عامي 2016 و2023. وكان الفنتانيل سببًا للوفاة بنسبة 80٪ من مجموع 8 آلاف حالة مسجلة في العام 2023.
وأكد عضو وحدة الجريمة المنظمة التابعة لشرطة الخيالة الملكية الكندية (GRC)، المفتش جيمس كوك، أن التهديد المرتبط بالفنتانيل انتقل من الاستيراد إلى الإنتاج المحلي، مضيفًا أن التغيير بدأ في العام 2019. ففي مايو/أيار من ذلك العام، أدرجت الحكومة الصينية الفنتانيل على قائمة المواد الخاضعة للرقابة وشددت الإجراءات من خلال اللوائح المتعلقة بإنتاجه وتصديره.
وانعكس هذا الاتجاه في المضبوطات التي تقوم بها وكالة خدمات الحدود. ففي العام 2018، ضبطت الوكالة أكثر من 5 كيلوغرامات من الفنتانيل في طريقها إلى كندا، بينما كانت الكمية أقل من 1 كجم في العام الماضي. ووفقًا لوزارة الصحة الكندية، فإن بضع حبات من الفنتانيل تكفي لقتل شخص ما.
وقال المحقق ماثيو دوجديل من فريق شرطة المخدرات في هاميلتون، أونتاريو، إن الوباء أدى إلى تسريع التحول من الاستيراد إلى الإنتاج المحلي، مشيرًا إلى أنه في بداية الوباء، كان من المستحيل تقريبًا استيراد أي شيء إلى البلاد، سواء كان قانونيًا أم لا.