اجتمع وزراء حكومة جوستان ترودو في هاليفاكس، للمرة الأولى منذ هزيمة 24 يونيو/حزيران الماضي في دائرة تورنتو – سانت بول، وعشية عمليتين انتخابيتين فرعيتين.

من أبرز الكلمات التي رُددت في أغلب الأحيان داخل الممرات خلال الأيام الثلاثة الماضية، كلمة “استماع”. لقد خرجت هذه العبارة من أفواه جميع الوزراء تقريبًا الذين قدموا أنفسهم أمام الميكروفونات خلال أيام الخلوة الثلاثة. جميعهم قالوا انهم استمعوا خلال الصيف إلى مزاج الكنديين. ولكن كما كتبت فاني أوليفييه، في هيئة الإذاعة الكندية، يجب على جوستان ترودو الآن استخدام شيء آخر غير السمع من بين حواسه الخمس لاستعادة قلوب الناخبين.

ورغم أن الوزراء خرجوا من الاجتماع بنبرة أكثر تفاؤلًا، إلا أن السؤال الأكبر ما زال يلوح في الأفق: ما هي الخطوات العملية التي ستتخذها الحكومة لإعادة بناء ثقة الناخب؟ حتى الآن، لم يتضح بعد كيف سيترجم هذا “الاستماع” إلى سياسات ملموسة تعالج مخاوف الكنديين المتزايدة.

ورغم أن الوزراء تحدثوا عن ضرورة تحسين التواصل مع المواطنين وضرورة تقديم حلول جديدة، إلا أن الأمر يتطلب أكثر من ذلك بكثير. مع تراجع شعبية الليبراليين والفجوة الواسعة التي تفصلهم عن المحافظين في استطلاعات الرأي، يجد ترودو نفسه في موقف صعب يتطلب رؤية واضحة وخطة استراتيجية لاستعادة ثقة الناخبين.

ورغم التفاؤل الحذر للوزراء، يواجه ترودو تحديًا كبيرًا في تقديم رؤية مستقبلية مقنعة للناخبين وفي إظهار قدرته على اتخاذ قرارات جريئة تضع حكومته على مسار جديد. فهل سيستطيع تحويل ما استمع إليه خلال الصيف إلى سياسات فعالة تستعيد ثقة الناخبين، أم أن حكومته ستظل عاجزة عن تقديم رؤية واضحة تعيدها إلى القمة في الاستطلاعات؟