في تحول مفاجئ للأحداث، قرر الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن التنحي عن ترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب الرئيس، ما أثار نقاشات حول إمكانية اتباع رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو الخطوة نفسها.

أشاد ترودو ببايدن على وسائل التواصل الاجتماعي، واصفًا إياه بأنه “رجل عظيم” يسترشد بحبه لبلاده. هذا الثناء، على الرغم من كونه يعجب بالخدمة العامة لبايدن، أقر ضمنيًا بقرار بايدن بالتنحي.

واجه كل من بايدن وترودو تحديات قيادية مؤخرًا. بالنسبة لبايدن، كانت التحديات تتعلق بعمره وصحته، ما أدى إلى ضغوط من كبار الديمقراطيين والمانحين. بينما يواجه ترودو شكوكًا متزايدة حول زعامته بعد الخسارة في الانتخابات الفرعية في تورنتو – سانت بول وتدقيقًا مستمرًا من داخل حزبه.

ومع ذلك، يبدو ترودو ملتزماً بالبقاء في منصب رئيس الوزراء. على عكس بايدن، فإن عمر ترودو ليس عاملًا مؤثرًا؛ فهو في الثانية والخمسين من عمره، مما يجعله أصغر بكثير من بايدن البالغ 81 عامًا. يتعزز تصميم ترودو على الاستمرار بإيمانه بقدرته على قيادة المعركة ضد زعيم حزب المحافظين بيار بواليبفير.

على الرغم من دعوات بعض الليبراليين لترودو للتنحي، بحجة أن القيادة الجديدة قد تعيد تنشيط الحزب، لا تزال المشاعر داخل الحزب غير متجهة نحو تحرك حاسم لاستبداله. تم ذكر أسماء مثل مارك كارني، كريستيا فريلاند، ودومينيك لوبلان كخلفاء محتملين، ولكن لا يوجد إجماع حول ما إذا كانوا سيقدمون فرصة أفضل للاحتفاظ بالسلطة.

وفيما يختلف المشهد السياسي في كندا عن الولايات المتحدة، حيث يُنظر إلى الانتخابات الأميركية كمحورية بسبب احتمال عودة دونالد ترامب، فإن الانتخابات الكندية المقبلة لا تحمل التهديد نفسه للديمقراطية. ومع ذلك، فإن نتائج الانتخابات المقبلة ستخلف عواقب كبيرة، خاصة في ما يتعلق بالسياسات الخاصة بتغير المناخ والقضايا الاجتماعية.

يظل ترودو يركز على أجندته، حيث لا تزال السياسات الرئيسية مثل رعاية الأسنان بحاجة إلى التنفيذ. ولديه الوقت قبل الانتخابات المقبلة لطرح قضيته أمام الرأي العام الكندي وتحدي المعارضة. ومع استمرار تطور المشهد السياسي، ستكون الأشهر المقبلة حاسمة على صعيد تحديد ما إذا كان ترودو سيحافظ على زعامته أم أن الحزب الليبرالي سيسعى إلى اتجاه جديد.