في الولايات المتحدة، سيُسجَل يوم 30 مايو/ايار 2024 في كتب التاريخ. وهو اليوم الذي أصبح فيه دونالد ترامب أول ​​رئيس أميركي سابق يُدان بتهم جنائية.

بعد نجاته من محاكمتين لعزله، أُدين السياسي البالغ 77 عامًا بجميع التهم الـ 34 الموجهة إليه في قضية الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز، ولا سيما في ما يتعلق بتزوير سجلات تجارية وبدفع أموال مقابل الصمت. وتمكن محامو الادعاء من إقناع هيئة المحلفين بأن دونالد ترامب طور مخططًا كاملاً لغسل الأموال. لكن هل نجحوا في إقناع الشعب الأميركي بذنوب الرئيس السابق؟ هذا هو السؤال الأبرز المطروح هذا الصباح، غداة إعلان يوم أمس.

في الواقع، ليس هناك ما هو أقل تأكيدا إذ يواصل ترامب إعلان براءته وسيظل العديد من الأميركيين (نسبة ٦٧٪) يصوتون له عندما تأتي الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل بحسب استطلاع للرأي أجري الأسبوع الماضي ونُشرت نتائجه يوم أمس.

نحن نتحدّث عن الشخص نفسه الذي تم تسجيل حديثه وهو يحاول إقناع الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي بإيجاد تهم ضد هانتر بايدن، بينما كان يحاول إقناع وزير خارجية جورجيا بالعثور له على 11,700 صوت لكي يتم انتخابه ونطق بثلاثة آلاف كذبة خلال فترة رئاسته، من دون أن يكون لكل ذلك أي تأثير على نوايا التصويت. لذا من المتوقّع أن يستمر هذا المسلسل.

إذن، وفي أعقاب هذا الحكم التاريخي، تجد الحملة الرئاسية الأميركية نفسها اليوم في منطقة مجهولة. ومن المقرر أن يعقد الرئيس الأميركي السابق مؤتمرا صحافيا صباح اليوم في برج ترامب في نيويورك، عند الساعة 11 قبل الظهر.

والملياردير، الذي يريد العودة إلى البيت الأبيض في نهاية هذه الانتخابات، لم يضيع أي وقت في إعادة إطلاق حملته. “أنا سجين سياسي”، هذا ما قاله المرشح الجمهوري في نداء لجمع التبرعات نُشر الليلة الماضية، منتقدا المحاكمة التي حرض عليها، على حد قوله، خصمه الديمقراطي الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن.

من جهته، كان منافسه السياسي الرئيسي متحفظاً. والأخير، بحسب الخبراء، غير مهتم بإضافة المزيد. وكان رد فعل فريق حملة جو بايدن أيضًا رصينًا للغاية، وركز على انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وإذا أتى رد فعل الطبقة السياسية الأميركية سريعا على حكم إدانة ترامب، فإن كندا كانت أكثر حذراً.

والسؤال الآخر الذي شغل العديد من المتابعين فكان التالي: هل يمكن لترامب زيارة كندا الآن بعد إدانته بتهم جنائية؟

إدانة الرئيس السابق تجعله رسميًا غير مقبول في كندا. وفقًا لما ذكره ماريو بيليسيمو، محامي ومحلل سياسات الهجرة، مقره تورنتو، فإن إدانة ترامب تمنعه من دخول كندا كمدني. وبالنظر إلى عدد الإدانات، من المرجح أن يظل ممنوعًا من دخول كندا حتى بعد قضاء عقوبته بخمس سنوات على الأقل. بعدها، يمكنه التقدم بطلب للحصول على “شهادة إعادة التأهيل”.

ومع ذلك، ليس الأمر أبيض أو أسود تمامًا. يمكن أن يتقدم ترامب بطلب للحصول على تأشيرة إذا كان لديه سبب وجيه للقدوم إلى كندا، ولكن سيكون هذا صعبًا للغاية بالنسبة لمعظم الناس في ظروف مشابهة. ومع ذلك، فإن ترامب ليس تقليديا بأي حال من الأحوال. يمكن أن تلعب مكانته السياسية دورًا مهمًا في هذا الأمر.

يلاحظ ناثان ماكواري، محامي الهجرة المتخصص في قضايا الحدود، أن قدرة ترامب على السفر إلى كندا قد تعتمد على حظه السياسي. في حالة إعادة انتخابه رئيسًا، يمكن أن تدخل الاعتبارات الدبلوماسية على الخط. تمتلك الحكومة الكندية سلطة السماح للناس بالدخول، خاصة للواجبات الرسمية. في مثل هذه الحالة، قد يتم تطبيق تصريحات أو شروط خاصة لتسهيل زيارته.

ومن المثير للاهتمام النظر في التوازن بين الأحكام القانونية والعلاقات الدبلوماسية. تتخذ وكالة خدمات الحدود الكندية قرارات بناءً على كل حالة على حدة، مع الأخذ في الاعتبار عدة عوامل مثل النشاط الإجرامي وانتهاكات حقوق الإنسان والجريمة المنظمة والأمن والصحة أو الأسباب المالية.

كانت الزيارة الوحيدة التي قام بها ترامب إلى كندا كرئيس خلال قمة مجموعة الدول السبع لعام 2018 إلى منطقة لا مالباي تحديداً في مقاطعة كيبيك. وانتهت تلك الزيارة بخلاف بينه وبين رئيس الوزراء جوستان ترودو. وعلى الرغم من إعلان ترامب عن حبه لكندا خلال فترة ولايته، فمن غير الواضح ما إذا كانت كندا لا تزال وجهة سفر رئيسية بالنسبة له.

من المقرر صدور حكم ترامب في 11 يوليو/تموز المقبل، أي قبل أيام قليلة من المؤتمر الوطني الجمهوري. ويضيف هذا التوقيت طبقة أخرى من التعقيد إلى الموقف. بحسب المحامي بيليسيمو ، إذا كان ترامب قد ارتكب نفس الجرائم كمواطن كندي ، فمن المحتمل أن يكون السفر إلى الولايات المتحدة خارج الخيارات بسبب طبيعة الجرائم.