في ديسمبر/كانون الأول 2022، أطلقت شركة سويدية تطبيقًا جديدًا يدعى “Natural Cycles” كوسيلة غير هرمونية لمنع الحمل. ولكن الموافقة السريعة على هذا التطبيق من قبل وزارة الصحة الكندية دون طلب بيانات إثبات فعاليته، أثارت مخاوف واسعة النطاق بشأن سلامة استخدامه وإمكانية حدوث حالات حمل غير مرغوب فيها.
ما هو “Natural Cycles”؟
“Natural Cycles” هو تطبيق يعتمد على مراقبة الدورة الشهرية كوسيلة لمنع الحمل. التطبيق يستخدم خوارزمية متطورة لتحليل البيانات المدخلة من قبل المستخدمات لتحديد الأيام الخصبة وغير الخصبة. يعد هذا التطبيق بديلاً غير هرموني، ويدعي أنه يساعد النساء على فهم أفضل لفترات الخصوبة الخاصة بهن بدون آثار جانبية.
على الرغم من أن التطبيق حصل على موافقة وزارة الصحة الكندية، إلا أنه لم يكن ملزمًا بتقديم بيانات علمية تثبت فعاليته. هذا الأمر أثار انتقادات من قبل الخبراء في مجال الصحة الذين عبروا عن قلقهم بشأن إمكانية حدوث حالات حمل غير مرغوب فيها بسبب استخدام التطبيق. الدكتور ديان فرانسور، مدير عام جمعية أطباء النساء والتوليد في كندا، أكد على الحاجة إلى دراسات مستقلة لتقييم فاعلية التطبيق بشكل دقيق.
قصة نيكّي ميريت: تجربة واقعية
نيكّي ميريت، إحدى المستخدمات للتطبيق، شاركت تجربتها الشخصية والتي تضمنت حمل غير مخطط له.
ميريت، التي كانت تعاني من آثار جانبية سلبية من استخدام حبوب منع الحمل، قررت تجربة “Natural Cycles”. وعلى الرغم من اتباعها للتعليمات بدقة، اكتشفت أنها حامل، مما أثار تساؤلات حول مدى دقة التوقعات المقدمة من التطبيق.
التحديات المستقبلية
في ظل التوسع السريع في استخدام التطبيقات الصحية والرقمية في كل جوانب حياتنا، يبرز التحدي الأكبر في ضمان أن تكون هذه الوسائل موثوقة وآمنة، خصوصًا في مجالات حساسة كالصحة الإنجابية. فاعلية هذه التطبيقات تعتمد على دقة البيانات المدخلة من قبل المستخدم، وكذلك على خوارزميات تحليل البيانات. ولكن بدون دراسات مستقلة ومراجعة دقيقة، يبقى هناك خطر دائم من حدوث حالات غير مرغوب فيها.
وبينما يقدم “Natural Cycles” خيارًا جديدًا وغير هرموني لمنع الحمل، يجب على المستخدمات أن يكنّ على دراية بالمخاطر المحتملة وأن يبحثن عن مصادر معلومات موثوقة قبل اتخاذ قرار بشأن استخدامه.