أثار قرار بيع شركة “Héroux-Devtek”، إحدى الشركات البارزة في صناعة الطيران الكندية، إلى شركة أمريكية، تساؤلات جدية حول تداعيات الصفقة على قطاع الطيران والاقتصاد الكندي.

 وزير الابتكار والعلوم والصناعة الفدرالي، فرانسوا فيليب شامبانيو، أكد أن الصفقة ستخضع للمراجعة بموجب الاستثمار الكندي (LIC)، والذي يهدف إلى ضمان أن استحواذات الشركات الأجنبية تحقق الفائدة للاقتصاد الكندي.

هذا وأعلنت شركة “Héroux-Devtek”، التي تتخذ من لونغوي مقراً لها، في وقت سابق من هذا الشهر عن بيع جميع أسهمها إلى شركة الاستثمار الأمريكية “Platinum Equity Advisors”. تبلغ قيمة الصفقة 1.35 مليار دولار. تُعرف “Héroux-Devtek” بكونها أحد الرواد في صناعة أنظمة الهبوط للطائرات، وهي تمتلك منشآت بحث وتطوير في سانت-أوبرت ومرافق أخرى في كندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسبانيا.

في مؤتمر صحفي على هامش معرض Farnborough الدولي للطيران في المملكة المتحدة، أعرب شامبانيو عن قلقه إزاء انتقال “عملاق كندي” في صناعة الطيران إلى يد مستثمرين أجانب. وقال شامبانيو: «هذه الصفقة تثير دائماً تساؤلات. من المؤكد أن هذه المعاملة ستخضع لقانون استثمار كندا، وسنتحدث عن المزيد عندما ننتهي من مراجعتها وفقاً للقانون».

من جانبه، صرح وزير النقل الكندي، بابلو رودريغيز، أنه قابل رئيس “Héroux-Devtek” خلال المعرض وأوضح له أن هذه الصفقة تُعتبر قراراً تجارياً، رغم أنه، ككندي، يشعر بالقلق من انتقال الشركة إلى مستثمر أجنبي.

وأبدى مكتب وزير الاقتصاد والابتكار والطاقة في كيبيك، بيار فيتزغيبون، استياءه من أن الشركة ستنتقل تحت السيطرة الأجنبية، وهو ما يعكس المخاوف المتعلقة بفقدان السيطرة على الشركات الكندية البارزة.

عند سؤاله عن كيفية منع شراء شركات كندية أخرى من قبل شركات خارجية في المستقبل، أكد شامبانيو أن كندا تمتلك بالفعل أدوات قوية لحماية الشركات الوطنية. وأضاف: «من الطبيعي أن نستقطب الاستثمارات الأجنبية في اقتصاد مفتوح مثل كندا، ولكن يجب أن نجد التوازن الصحيح بين جذب الاستثمارات وحماية الشركات الكندية البارزة». كما أشار إلى أنه يتحدث بانتظام مع الحكومة الكيبيكية حول كيفية تعزيز وحماية الشركات الكندية.

من المتوقع أن تُستكمل الصفقة بين “Héroux-Devtek” وشركة “Platinum Equity” قبل نهاية السنة المالية الحالية للشركة في 31 مارس/آذار 2025، وسيبقى مقر الشركة في لونغوي وستواصل أنشطتها الأخرى في كيبيك.

في الختام، تثير هذه الصفقة العديد من الأسئلة حول كيفية الحفاظ على مصالح كندا الاقتصادية والتجارية، وضمان حماية الشركات الكندية من التأثيرات السلبية المحتملة للاستثمارات الأجنبية.